ماذا تملك السعودية من أوراق للإعلان عن تحالف دولي لإجبار إسرائيل على حل الدولتين؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 104
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

بعد غيابٍ ملموس عن التدخّل المُباشر في ما يجري بقطاع غزة، لصالح الدورين القطري والمصري في إدارة المفاوضات مع “إسرائيل”، تعود العربية السعودية إلى الواجهة الفلسطينية، ومن بوابة إطلاق تحالف دولي لتنفيذ “حل الدولتين” بقيادتها.

ومع تناسل التقارير عن قرب التطبيع السعودي- الإسرائيلي، تعود المملكة للتأكيد على رغبتها في تنفيذ شرطها الوحيد، وهو إقامة دولة فلسطينية، ولافت أن هذا التحالف يشمل دولا عربية، وإسلامية، ودول اتحاد أوروبي، ما يعني أن طابعه سياسي، ولا يحمل أي وجه من الأوجه العسكرية، إلا أنه يقوم على التصدّي للتعنّت الإسرائيلي كما أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، فيما لم يُوضّح بن فرحان من هي الدول الأعضاء في التحالف الجديد.

ويطرح هذا التحالف تساؤلات حول الخطوات العملية التي يُمكن فرضها على إسرائيل، وصولاً لإجبارها على المُوافقة، كما تقوم أهداف التحالف، حيث ينوي الأخير وضع حد للصراع العربي الإسرائيلي المُستمر منذ عدة عقود، وفي هذا التوقيت الذي تُصعّد فيه إسرائيل وحكومتها المتطرفة ضد غزة، ولبنان.

كان لافتًا أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد قال بلهجة حادّة بأنه “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام رفض إسرائيل حل الدولتين”، فيما لم يوضح الوزير السعودي الأوراق التي يملكها، ويُمكنه من خلالها تحقيق الضغط على إسرائيل، مثلما كان لافتا أيضا انسحاب الوفد السعودي المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بقيادة الأمير فيصل بن فرحان فور اعتلاء نتنياهو المنصة للإدلاء بكلمته.

وفيما يجري الإعلان عن تحالف دولي لحل الدولتين، رفضت إسرائيل بشكل دائم قيام دولة فلسطينية، وتوّجته بقرار من الكنيست يوليو 2024.

وصدّق مجلس النواب الإسرائيلي “الكنيست”، فجر الخميس (18 يوليو)، على قرار ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية لكونها تُمثّل تهديدًا وجوديًّا لدولة “إسرائيل”، ورفع نتنياهو خريطة جديدة لإسرائيل تشمل الضفة والقدس وهضبة الجولان.

وجاء في نص القرار: “يُعارض الكنيست بشدة إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن، إن إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل سيشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة”.

وجاء الإعلان السعودي في اجتماع وزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، عُقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 بمدينة نيويورك الأمريكية، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

وفي بداية كلمته بالاجتماع، شدّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على أن الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية، إلى جانب الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى الشريف، تكريسا لسياسة الاحتلال والتطرف العنيف.

وقال؛ “إن الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين وممارسة التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع كأداة للحرب، والتحريض والتجريد من الإنسانية، والتعذيب الممنهج بأبشع صوره، بما في ذلك العنف الجنسي وغيرها من الجرائم الموثقة، وفقا لتقارير الأمم المتحدة”.

ولا تزال العربية السعودية تتمسّك فيما يبدو بمُبادرتها العربية للسلام، حيث كرّر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شرط إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قائلاً إن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

ويبدو أن إعلان هذا التحالف، جاء تكريسًا لما قاله الأمير بن سلمان خلال كلمته في افتتاح أعمال السنة الأولى لمجلس الشورى في دورته الـ 9، حيث أكد أن بلاده لن تتوقف عن “عملها الدؤوب” في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها “القدس الشرقية”.

وفيما ظهر أن العربية السعودية بعيدة عن الملف الفلسطيني بعد اندلاع أحداث السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) نتيجة للعلاقات الفاترة مع حركة حماس، كان لافتًا حرص الأمير بن سلمان بذات التصريحات أمام مجلس الشورى على التأكيد بأن القضية الفلسطينية تتصدّر اهتمام البلاد.

ويُنتظر أن يُعقد أول اجتماع للتحالف الدولي لحل الدولتين في الرياض، هذا الاجتماع الذي قال رئيس منتدى الخبرة السعودي أحمد الشهري في تصريحات إعلامية، أنه سيُنتج ضغوطات على دولة الاحتلال الإسرائيلي، مع تحقيق أهم شرطين بحسبه ذهاب إدارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وكذلك قدوم إدارة أمريكية جديدة.

وثمّن عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، المبادرة التي أعلنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بإطلاق تحالف دولي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، ودعوته إلى عقد الاجتماع الأول لها في الرياض.

كيف تنظر إسرائيل للتطبيع مع السعودية؟، حذّر مقال في صحيفة “هآرتس” إسرائيل من تفويت فرصة التطبيع مع السعودية لاسيما أنها دولة ذات ثقل سياسي كبير في المنطقة، لأن ذلك سيعني رفض الخروج من العزلة وتفويت فرصة الدخول إلى المنطقة كشريك وحليف.

ولكن ومع هذا التحذير، أوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ومختلف أعضاء حكومته أعربوا عن معارضتهم القوية للمطالب السعودية التي تربط التطبيع بوقف إطلاق النار، والذي سيشمل أيضًا صفقة رهائن، وإدارة غزة بآلية غير عسكرية، والأهم من ذلك، مُوافقة إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

يبدو واضحا ان القيادة السعودية تريد إستعادة دورها العربي، سياسيا ودبلوماسيا، عبر البوابة الفلسطينية مجددا، ولهذا سارعت بهذه الخطوة التي تأتي استكمالا وإحياء لمبادرتها العربية للسلام التي غطاها غبار النسيان طوال السنوات الماضية، وانشغال هذه القيادة بترتيب البيت الداخلي السعودي، حسب ما قاله لنا مصدر عربي وثيق قريب من هذه القيادة.