«CNN» عن مصادر استخبارية: السعودية تحضّر مواقع صواريخ بالستية بالتعاون مع الصين

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1052
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ذكرت مصارد مطلعة لشبكة «CNN» الأميركية أن وكالات الاستخبارات الأميركية قامت بدراسة وتقييم يشير إلى أن المملكة العربية السعودية تقوم الآن بتصنيع صواريخها الباليستية بمساعدة الصين، «وهو تطور يمكن أن يكون له آثار كبيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط»، وعلى جهود الرئيس الأميركي جو بايدن وهو يحاول مع إدارته كبح الطموحات النووية لإيران، واعادة الاتفاق إلى مساره السابق.
ومن المعروف أن السعودية قد اشترت صواريخ باليستية من الصين سابقاً، لكنها لم تتمكن قط من بناء صواريخها الخاصة حتى الآن، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على أحدث المعلومات الاستخباراتية.

كما تشير صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها «CNN» إلى أن المملكة تقوم حالياً بتصنيع الأسلحة في موقع واحد على الأقل.

كذلك، ذكر مصدران مطلعان على التقييمات الاخيرة أنه تم إبلاغ المسؤولين الأميركيين في العديد من الوكالات الأمنية، بما فيها مجلس الأمن القومي في البيت الابيض، عن معلومات استخباراتية سرية تكشف عمليات نقل متعددة واسعة النطاق لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية الحساسة بين الصين والسعودية.

من جهته، قال جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في معهد «ميدلبري» للدراسات الدولية، لـ«CNN»: «في الوقت الذي كان كل التركيز يصب على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، لم يحظ تطوير السعودية وإنتاجها للصواريخ الباليستية بنفس المستوى من التدقيق».

وأضاف أن «الإنتاج المحلي للصواريخ الباليستية من قبل السعودية يشير إلى أن أي جهد ديبلوماسي للسيطرة على انتشار الصواريخ يجب أن يشمل جهات إقليمية أخرى، مثل السعودية وإسرائيل، التي تنتج أيضاً صواريخها الباليستية الخاصة بها».

كما أن أي رد أميركي قد يكون معقداً بسبب الاعتبارات الدبلوماسية مع الصين، إذ تسعى إدارة بايدن إلى إعادة إشراك بكين في العديد من القضايا السياسية الأخرى ذات الأولوية العالية، بما في ذلك المناخ والتجارة والجائحة.

بدوره، رفض مجلس الامن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) الادلاء بأي تعليق يخص الملف، أيضاً لم ترد الحكومة السعودية والسفارة السعودية في واشنطن على طلب التعليق على الموضوع.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي عمليات نقل حديثة لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية الحساسة بين الصين والمملكة العربية السعودية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لـ«CNN» إن البلدين «شريكان استراتيجيان شاملان وحافظا على تعاون ودي في جميع المجالات، بما في ذلك في مجال التجارة العسكرية».

وأضاف أن «هذا التعاون لا ينتهك أي قانون دولي ولا ينطوي على انتشار أسلحة دمار شامل».
وفي نفس السياق، ذكرت شبكة «CNN» عام 2019 أن «CIA» كانت على علم بأن السعودية تتعاون مع الصين للمضي قدماً في برنامجها للصواريخ الباليستية.

ولم تكشف إدارة الرئيس السابق الأميركي دونالد ترامب في البداية عن معرفتها بتلك المعلومات السرية لأعضاء رئيسيين في الكونغرس، مما أثار غضب الديمقراطيين الذين اكتشفوها خارج القنوات الحكومية الأميركية العادية، وخلصوا إلى أنه قد تم استبعادهم عمداً من سلسلة من الإحاطات الإعلامية التي كان يجب ان يتم اطلاعهم عليها، وهذا ما غذى انتقادات الديمقراطيين لإدارة ترامب بأنها كانت متساهلة للغاية مع السعودية.

أما حالياً، فإن إدارة بايدن، حسب ما ذكرت مصادر متعددة لـ «CNN»، تستعد لفرض عقوبات على بعض المنظمات المشاركة في عمليات نقل الأسلحة البالستية، على الرغم من أن البعض في مبنى الـ«كابيتول هيل» قلقون من أن البيت الأبيض غير مستعد لفرض عقوبات كبيرة على الحكومة السعودية بسبب أفعالها.

ونظراً إلى الوضع الحالي للمفاوضات مع إيران، يمكن لبرنامج الصواريخ السعودي أن يجعل المشكلة الشائكة أكثر صعوبة.

وتشير صور الأقمار الصناعية الجديدة التي حصلت عليها شبكة «CNN» إلى أن السعوديين يقومون بتصنيع الصواريخ في موقع سبق أن تم بناؤه بمساعدة صينية، وفقاً لخبراء حللوا الصور والمصادر التي أكدت أنها تعكس تقدماً يتفق مع أحدث تقييمات الاستخبارات الأميركية.

كما تظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة «بلانيت»، وهي شركة تصوير تجاري، بين 26 تشرين الأول و9 تشرين الثاني أن عملية حرق وقعت في المنشأة وفقاً لباحثين في معهد «ميدلبري» للدراسات الدولية.

وقال لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في المعهد نفسه: «الدليل الرئيسي على ما نقوله، هو أن المنشأة تعمل على (حفرة حرق) للتخلص من بقايا الوقود الصلب من إنتاج الصواريخ الباليستية».