التطبيع والتصفية… رجل أعمالٍ إسرائيليٍّ نافِذ جدًا بواشنطن وتل أبيب: بن سلمان متردد بالتطبيع لخوفه من أنّ إيران أوْ قطر أوْ حتى شعبه قد يقتلونه

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1830
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
 تؤكِّد المصادر الرفيعة في تل أبيب أنّ وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، أجّل التطبيع مع إسرائيل حتى دخول الرئيس الأمريكيّ الجديد، جو بادين إلى البيت الأبيض في العشرين من شهر كانون الثاني (يناير) القادم، فيما قال رجل الأعمال الإسرائيليّ، حاييم سابان، المُقيم في الولايات المتحدة، والذي تربطه علاقاتٍ وطيدةٍ بصُنّاع القرار في واشنطن، قال للتلفزيون العبريّ إنّ بن سلمان متردد في المسارعة للتطبيع مع الدولة العبريّة، بسبب خوفه من أنّ إيران أوْ قطر أوْ حتى شعبه هو قد يقتلونه، على حدّ تعبيره.
كما أعلن رئيس جهاز الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة)، يوسي كوهين في محادثاتٍ مُغلقةٍ أنّ السعودية تنتظر دخول بايدن للبيت الأبيض من أجل تقديم التطبيع مع إسرائيل كـ”هديّةٍ” للرئيس المنتخب، وقال كوهين بحسب كشف القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ إنّ هناك جهد كبير جدًا في الساحة السعودية، وضغط كبير، مُتمنيًا أنْ يولد شيئًا، ومُوضحًا: “يبدو أنّ السعوديين ينتظرون الانتخابات الأمريكيّة لتقديم هديةٍ للرئيس المنتخب”، على حدّ تعبيره.
وأكّد كوهين أنّه عند الحديث عن السعودية، وربط التقدم المستمر بالتطبيع مع إسرائيل بالمفاوضات مع الفلسطينيين، فإنّه لكي تنضج أيّ علاقاتٍ مع دول كانت تُعرّف سابقًا على أنّها دول نزاع أوْ لها علاقات عدائية مع إسرائيل، وتتحوّل إلى دول سلامٍ فعليةٍ، فنحن خارج خزانة الدبلوماسية الرسمية، حينها أتوقع حدوث أيّ أمر مستبعد في علاقاتنا الثنائية.
ومضى قائلاً إنّ إسرائيل ترحب بأيّ تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، لكن هذا لا ينبغي أنْ يكون عقبة ولا شرطًا لاستمرار تواصلنا لمواصلة العلاقات الثنائية بيننا وبين دول المنطقة، وبغضّ النظر عن وجود محمد بن سلمان حاكمًا فعليًا للسعودية، فإنّ الأمر في المملكة معقد للغاية، لأنّ القادة الذين اتخذوا القرار حتى الآن، ملك البحرين وولي عهد الإمارات، اتخذوها بطريقة غير عادية، على حدّ قوله.
جديرٌ بالذكر أنّ صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية كانت قد كشفت (18.09.20) عن أنّ ولي العهد السعوديّ بن سلمان أراد أنْ يوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين، لكنّ والده الملك سلمان عارض ذلك، مؤكّدةً وجود خلافات بين بن سلمان والعاهل السعوديّ بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأنّ الملك صُدِم بشدة خلال إجازته عند إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توقيع إسرائيل والإمارات اتفاقًا للتطبيع الكامل لعلاقاتهما. وذكرت أنّ سبب الصدمة يعود لعدم إبلاغ ولي العهد السعوديّ والده مسبقًا بالاتفاق بين تل أبيب وأبو ظبي.
في سياقٍ مُتصّلٍ، نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني مقالاً للأكاديمية السعودية المعارضة مضاوي الرشيد شددت فيه على أنّ مخاوف ابن سلمان من التطبيع مع إسرائيل نابعة من داخل القصر، وليس من أبناء شعبه أوْ دول مجاورة، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ تاريخ العائلة الحاكمة في السعودية حافل بصراعات تؤججها اعتداءات على مساحات النفوذ والتقاليد المتوارثة.
وتابعت الرشيد إنّ “السيناريو الأسوأ بالنسبة له هو أن ْيصبح الملك الذي دمّر الإجماع داخل العائلة الحاكمة وأهان زمرة من الأمراء المنافسين له”. وفي نقضها حديث سابان، قالت الرشيد إنّ لدى محمد بن سلمان من الأسباب الكثير ممّا يجعله يخشى القتل على يد أحد من أقاربه لأنه تخلى عن القضية الفلسطينية أوْ لأنّه يطبع العلاقات مع إسرائيل، وأضافت:”منذ أنْ جاء محمد بن سلمان إلى السلطة في عام 2017 وهو يمارس سياسة اعتقال كل من يخشى أنْ ينافسه من الأمراء، صحيح أنّه حتى الآن لم يعدم أحدًا من أفراد العائلة الذين انتقدوه، لكن ربما لن يطول الزمن حتى يقرر التخلص من منافسيه بشكل نهائيّ”.