التعاون الصيني العربي.. هكذا تغتنم بكين فك الارتباط الأمريكي بالشرق الأوسط

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3841
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

سلطت الأستاذة المساعدة بكلية السياسة والاقتصاد في جامعة بني سويف المصرية "نادية حلمي" الضوء على ما اعتبرتها "تأثيرات إيجابية لزيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية"، مشيرة إلى أن بكين تتطلع إلى اغتنام فرصة القمة الصينية العربية الأولى للعمل مع الدول العربية باتجاه ترسيخ الصداقة التاريخية، ومواصلة تعميق صيغة التعاون الشامل والمتعدد المستويات والواسع النطاق.

وذكرت الأكاديمية المصرية، في مقال نشرته بموقع "مودرن دبلوماسي"، وترجمه "الخليج الجديد"، أن القمة رسخت لمزيد من التوافق بين الصين والدول العربية في التعاملات السياسية، والتعاون الاقتصادي، سواء في المجالات التقليدية مثل الطاقة والزراعة، أو مجال الاقتصاد الرقمي والفضاء.

ورجح المقال أن تصل الصين وبعض الدول العربية إلى إجماع بشأن القضايا المهمة في المحافل الدولية، مثل الأزمة الأوكرانية وتعافي الاقتصاد العالمي.

واعتبرت "نادية حلمي" أن زيارة الرئيس الصيني الأخيرة إلى السعودية مثلت واقعًا جديدًا ونقطة تحول تاريخية للمنطقة، التي لطالما اعتُبرت بؤرة نفوذ حصرية للولايات المتحدة، خاصة من خلال وجودها العسكري.

وأوضحت: "في ظل توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن برزت صورة أخرى للتقارب الصيني السعودي"، مشيرة إلى أن زيارة "شي جين بينج" إلى الرياض "مؤشر على التغيير الحاصل في العلاقات الدولية، لعالم متعدد الأقطاب، تريده الصين وروسيا ودول أخرى".

وترى الأكاديمية المصرية أن "للعرب مصلحة في هذا التحول والتقارب مع العملاق الآسيوي الصيني"، حيث يأتي تقارب القوة الصناعية والاقتصادية الصينية مع عمالقة الطاقة الخليجية والسعودية في وقت حساس للغاية مع توتر العلاقات السعودية مع واشنطن، خاصة على خلفية ملف حقوق الإنسان، وكذلك دعم الرياض لخفض إنتاج النفط.

يأتي ذلك بينما يضع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مكافحة الأنظمة الاستبدادية محط تركيز بفترة رئاسته، وهو ما استثمره الرئيس الصيني بالسعي إلى توطيد العلاقات الصينية مع دول المنطقة وعقده لقمتين، الأولى خليجية صينية، والثانية عربية صينية، بحضور قادة دول المنطقة الذين بدأوا في التدفق على العاصمة السعودية.

ووفقًا لوزارة الخارجية الصينية، فإن برنامج "شي جين بينج" خلال القمتين مثل "أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية".

أما بالنسبة للسعودية، فإن فك الارتباط التدريجي لواشنطن في الشرق الأوسط، والتآكل البطيء لضمانات الرياض الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية، يمثلان فرصة الصين "لتحقيق مكاسب اقتصادية" بحسب المقال.

ورغم أن العلاقات الاقتصادية بين الصين ودول المنطقة لا تزال قائمة على المصالح المتعلقة بالطاقة، لكن العلاقات الثنائية توسعت في ظل النهضة الخليجية من حيث البنية التحتية والتكنولوجيا، التي تعد جزءًا من خطط التنويع الاقتصادي التي تكتسب أهمية مع سعي العالم للابتعاد عن الوقود الأحفوري.

وهنا تشير الأكاديمية المصرية إلى أن زيارة الرئيس الصيني للسعودية كانت بمثابة فرصة كبيرة للصين لزيادة الاستثمارات وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دول المنطقة، والتي تعد مجالًا حيويًا لأمن الطاقة العالمي، وتقع على طريق الحرير الجديد، الذي تبناه الرئيس الصيني من خلال مبادرة حزام واحد، طريق واحد.

وأشارت إلى أن الصين غيرت عقيدتها الاستراتيجية بعد انتهاج سياسة القوة الناعمة، وبدأت في سعي جاد لحماية مصالحها وكسب الدول العربية والإسلامية إلى جانبها بنهج يشمل بعض أجزاء من القوة الصلبة.

كما نوه المقال إلى أن العالم يشهد تغيرات هائلة، و"هناك إجماع سياسي مشترك وتكامل اقتصادي كبير بين الصين والدول العربية في مواجهتها".

 

المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد