سفير الاحتلال في الأمم المتحدة: التطبيع مع “السعودية” قادم بلا أدنى شك

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 240
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بعد أن استبعدت مصادر في الكونغرس إمكانية التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين “إسرائيل” و”السعودية” قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني ، قال مسؤول إسرائيلي إن التوصل لاتفاق لا يزال ممكنا. سفير “إسرائيل” لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أكد أنه تحدّث مع “قادة” سعوديين وقال، من وجهة نظره، بأن التطبيع مع “السعودية” قادم بلا أدنى شك. وأفاد مسؤول آخر بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش الأمر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماعهما مساء الخميس في البيت الأبيض، مشددا على أن التوصل إلى اتفاق قبل موعد الانتخابات الرئاسية “لا يزال ممكنا”. وقال المسؤول الإسرائيلي، في إشارة إلى الجهود المبذولة للحد من نفوذ إيران في المنطقة، إنه “إذا كان الثمن مقبول بالنسبة لنا. ويمكن أن تتطور الأمور حتى قبل الانتخابات. إسرائيل والمملكة العربية السعودية لديهما مصلحة مشتركة”. وكانت مصادر رفيعة المستوى في الكونغرس كشفت في وقت سابق لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنه لا توجد فرصة للتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات لأنه لم يتبق وقت كاف للكونغرس للموافقة على الحزمة الأمنية التي تسعى الرياض إلى الحصول عليها مع واشنطن كجزء من المبادرة الأوسع تقدمت بها إدارة بايدن. ولم تستبعد المصادر تماما التوصل إلى اتفاق بين الانتخابات وتنصيب الرئيس المقبل، لكنها أكدت أن ذلك لا يزال مستبعدا للغاية. يذكر أن عبدالعزيز الخميس، رجل الاستخبارات السعودية منذ أواخر الثمانينات في “إسرائيل”، حضر في مؤتمر هرتسيليا الـ 21. المؤتمر الذي شارك فيه قادة من جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن الخارجي الموساد وجهاز الأمن الداخلي الشاباك، فضلا عن سياسيين ورجال حكم وأكاديميين متخصصين في الأمن، فضلاً عن ضيوف من دول مختلفة. وحلّ الخميس ضيفا “عزيزا” و”استثنائيا” على الصهاينة ممثلا “الدولة العربية والإسلامية” افتراضا. وتحت وصف إعلامي اختار الخميس ظهوره في مقابلة مع صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية التي احتفت بتواجده في “إسرائيل”، ومشاركته في مؤتمر هرتسيليا الدورة الحادية والعشرون لمعهد السياسات الاستراتيجية في جامعة رايخمان. وقال الخميس للصحيفة الصهيونية إن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحتاج إلى اسرائيل في خططه في البحر الأبيض المتوسط ولن ينجح بدونها”. خلال اللقاء قال الخميس “أن السابع من أكتوبر أتى نتيجة صفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية المرتقبة”، مضيفاً أن “الإعتراف بإسرائيل أمر منطقي” بحسب تعبيره. وكان جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكثر وضوحا بقوله خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” بعد زيارة له إلى المملكة، إن السعوديين غاضبون مما قامت به حماس، لذلك هم يرغبون في أن تنجز إسرائيل مهمتها لضمان القضاء على الحركة. وفي سياق متصل، صرّح  وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دعم قيادته نشر قوة دولية في غزة بقرار أممي تكون مهمتها دعم السلطة الفلسطينية. وقال خلال الجلسة التي أقيمت في مدريد ضمن اجتماعات المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تحت عنوان “الحروب وحروب الظل: ما هي خيارات أوروبا في منطقة الشرق الأوسط”؛ إن “الوضع في قطاع غزة لا يؤثر فقط على القضية الفلسطينية وحدها، بل على المنطقة بأكملها، ويسهم في زيادة التصعيد وحدة التوتر، وهو ما يحدث حاليا في جنوب لبنان؛ بسبب اتساع رقعة الأزمة في قطاع غزة”. أتى هذا الموقف في ظل رفض فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل قاطع وجود أي قوة عربية أو دولية في قطاع غزة. وأكد ابن فرحان أهمية مواصلة العمل للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرا إلى أن “غالبية المجتمع الدولي يتفقون على أن الحل الدائم والعادل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، هو حل الدولتين، إلا أنهم يقفون مكتوفي الأيدي أمام الأمور التي قد تقوض حل الدولتين؛ كاستمرار توسع إسرائيل في عمليات الاستيطان”. وقد يكون أصدق تصريح عن حقيقة الموقف السعودي صدر عن عراب التطبيع تركي الفيصل خلال كلمة ألقاها في معهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس في هيوستن الأميركية، إذ أدان “استهداف حماس للأهداف المدنية من أي عمر أو جنس التي تتهم به”، نازعًا عنهم صفة الإسلام إذ قال “مثل هذا الاستهداف يكذب ادعاء حماس بالهوية الإسلامية، الإسلام يحرم قتل الأطفال والنساء وكبار السن”. هذا الموقف كان محل ترحيب إسرائيلي، إذ استشهدت به صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وتناقلته وسائل الاعلام الإسرائيلية، وخاصة فيما تعلق بالتطبيع السعودي، وقول الفيصل “إنني أدين حماس لتخريبها محاولة المملكة العربية السعودية للتوصل إلى حل سلمي لمحنة الشعب الفلسطيني”. يذكر أن وزارة الخارجية كانت قد أصدرت بيانا أعلنت فيه قرب التوصل إلى تطبيع رسمي مع الكيان المحتل، متبنية تسمية “مسار السلام العربي الإسرائيلي”. إذ صرّحت الوزارة أنه “فيما يتعلق بالمناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بخصوص مسار السلام العربي الإسرائيلي، وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة كان ولا يوال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة”.