بلومبرج: براجماتية ماكرون تساعد السعوديين على قلب صفحة خاشقجي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1113
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قالت وكالة "بلومبرج" إن الجولة الخليجية التي يجريها الرئيس الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، والتي يختتمها بالسعودية، السبت، تساعد السعوديين على قلب صفحة جريمة قتل "جمال خاشقجي"، فيما يسعى الأخير بسياسة براجماتية إلى تعزيز مكانة بلاده على الساحة العالمية، وتحقيق مكاسب اقتصادية، وعلاج أزمات لبنان مستعمرة بلاده السابقة.

وأضافت الوكالة الأمريكية إن "ماكرون" يصل إلى السعودية بصفقة عسكرية ضخمة باتت في جيبه بالفعل، والتي أبرمها في الإمارات؛ حيث سيسعى إلى رفع مكانة فرنسا كلاعب جاد في الشؤون العالمية رغم الانتقادات بشأن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان.

ولفتت إلى "ماكرون"، الذي يواجه معركة انتخابية صعبة في أبريل/نيسان 2022، هو أول زعيم غربي كبير يزور المملكة، أكبر مُصدر للنفط في العالم، ويلتقي مع حاكمها الفعلي ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" منذ تورطه في جريمة القتل الوحشي في 2018 للكاتب والناقد السعودي "جمال خاشقجي".

وتتزامن الزيارة مع برنامج مكثف لحفلات هيئة الترفيه تستهدف إعادة بناء صورة السعودية وأميرها المثير للجدل على الساحة العالمية. 

فيما أعربت رئيسة منظمة "العفو "الدولية "أجنيس كالاماري"، عبر صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن أسفها لأن "ماكرون" بزيارته للسعودية "يضفي هالة رئاسية" على "بن سلمان"، الذي رفض تقييما للمخابرات الأمريكية خلص إلى أنه "أمر بقتل خاشقجي"، واتهم "عملاء حكوميين مارقين" بتنفيذ الجريمة.

لكن بالنسبة لـ"ماكرون"، هناك اعتبارات أخرى، وفقا لـ"بلومبرج".

فبعد لقاء "ماكرون" مع الحاكم الفعلي للإمارات ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، الجمعة، أعلنت الحكومة الفرنسية أن الإمارات ستشتري 80 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، و12 مروحية عسكرية من طراز "كاراكال" بعقدين تبلغ قيمتهما أكثر من 17 مليار يورو (19 مليار دولار).

وتقدم تلك الصفقة نظرة ثاقبة على جهود "ماكرون" لوضع سياسة خارجية أكثر حزما في أعقاب كارثة الغواصة الأسترالية، التي أدت إلى تراجع مبيعات المتعاقدين الفرنسيين لصالح بريطانيا والولايات المتحدة.

إذ سيعزز عقد الطائرات المقاتلة مكانة فرنسا في جزء مهم من الشرق الأوسط، وسيرسل رسالة إلى الشركاء المحتملين الآخرين بأن الفرنسيين يمكن أن يكونوا بديلا للولايات المتحدة.

وتشير "بلومبرج" إلى أن كلا من "ماكرون" و"بن سلمان" معارضان قويان للإسلام السياسي، وهو مسار فكري يسعى لتأكيد دور رئيسي للدين في الحكم الديمقراطي.

وفي مواجهة الاختيار بين الحكام المستبدين والإسلاميين، انحاز "ماكرون" إلى جانب الزعماء العرب الذين يقيدون الحريات السياسية، لكنهم يقولون إنهم يحاربون المتطرفين.

ففي عام 2020، مد البساط الأحمر لـ"خليفة حفتر" في باريس، ومنح درجة من الشرعية لأمراء الحرب الليبيين. وفي العام ذاته، منح وسام "جوقة الشرف" للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، الذي يتهمه ناشطون حقوقيون باستخدام تشريعات مكافحة الإرهاب لقمع المعارضة السلمية.

ومع ذلك، كانت العلاقات بين "ماكرون" و"بن سلمان" صعبة، وتفاقمت بسبب السياسات المختلفة تجاه دول مثل لبنان واليمن وإيران، المنافس الإقليمي للسعودية.

وكانت آخر رحلة للزعيم الفرنسي إلى السعودية عام 2017؛ حيث أجرى زيارة آنذاك بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" فجأة في بث تلفزيوني من الرياض. وقال "ماكرون" في وقت لاحق إن "الحريري" "اُحتجز ضد إرادته"، وهي مزاعم نفاها مسؤولون سعوديون.

وبعد وقت قصير من جريمة قتل "خاشقجي"، التقطت عدسات المصورين ما بدا أنها محادثة متوترة بين "ماكرون" و"بن سلمان" على هامش اجتماع مجموعة العشرين في الأرجنتين، نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

ومع ذلك، يحافظ البلدان، وفق "بلومبرج"، على علاقات في مجالات مثل الدفاع، وتشارك فرنسا على نطاق واسع في تطوير منطقة العلا التاريخية بالسعودية، التي يريد "بن سلمان" تحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.

وقال "ماكرون" للصحفيين عندما سُئل عن قراره بالسفر إلى السعودية: "هذا لا يعني أننا راضون أو ننسى". وقال مكتب "ماكرون" قبل الرحلة إن الرئيس سيثير قضية حقوق الإنسان خلال محادثاته الخاصة مع الأمير السعودي.

وتشير "بلومبرج" إلى هدف آخر من الجولة الخليجية لـ"ماكرون"؛ فهي تأتي قبل 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية، وتعد فرصة للإدلاء ببيان على المسرح العالمي.

وعن ذلك، قال رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة "أوراسيا" الاستشارية، "أيهم كامل"، ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت زيارة "ماكرون" تساعد في إعادة تأهيل "بن سلمان"، إن ذلك يعد "نتيجة ثانوية جزئية للرحلة".

وأضاف موضحا: "هذا جزء من عدة أشياء يقوم بها. فالجولة تظهر ماكرون كقائد يريد الجميع التعامل معه، وأنه يتمتع بنفوذ عالمي".

ثم هناك لبنان. إذ يعد دعم المستعمرة الفرنسية السابقة في أعقاب الانفجار الكارثي، الذي ضرب ميناء بيروت في عام 2020 أحد أولويات السياسة الخارجية لـ"ماكرون".

فقد زار الرئيس الفرنسي بيروت مرتين منذ ذلك الحين؛ حيث حث الحلفاء على زيادة المساعدات للبنان، وانتقد السياسيين اللبنانيين الذين فشلوا في تنفيذ إصلاحات اقتصادية. ويعتبر السعوديون مفتاح أي حل في لبنان، ويعرف "ماكرون" جيدا أنه "لا يمكن تجاوزهم"، بحسب "كامل".

 

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد