كندا تطلب مساعدة حلفائها من أجل حلّ الأزمة مع السعودية.. ونشطاء حقوقيون يطالبون الاتحاد الأوروبي وبرلين بدعم أوتاوا..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1918
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

والرياض ترد: 15 ألف كندي يعيشون في “مجتمع آمن” بالمملكة
اوتاوا – فرنكفورت- الرياض- (أ ف ب) – د ب ا – أكّد مصدر في الحكومة الكندية لوكالة فرانس برس الخميس أنّ أوتاوا تعمل بهدوء عبر قنوات خلفيّة، للحصول على مساعدة حلفائها وبينهم ألمانيا والسويد من أجل حلّ الأزمة غير المسبوقة في علاقاتها مع السعودية.
وقال المسؤول البارز الذي طلب عدم كشف هويته نظرًا إلى حساسية الدبلوماسية، إنّ وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند تحدثت مع نظيريها في الدولتين الأوروبيتين.
وكانت السعودية استهدفت ألمانيا والسويد في السابق بسبب انتقادهما لانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة المحافظة.
وسعت فريلاند إلى معرفة كيف حلّ هذان البلدان خلافهما مع السعودية وطلبت منهما الدعم، بحسب المسؤول. كما خطّطت أوتاوا للاتصال بالإمارات العربية المتحدة وبريطانيا اللتين تربطهما علاقات وثيقة بالسعودية.
وأكّد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأربعاء أنه يرفض الاعتذار من السعودية، مشدّدًا على عزم بلاده على الدفاع عن حقوق الإنسان في كل أنحاء العالم بعد ساعات على تهديد الرياض باتخاذ تدابير عقابية في حقّ أوتاوا.
وقد أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنّ “كندا ارتكبت خطأ كبيرًا. وعلى الخطأ أن يُصحّح وأن تعلَم كندا ما عليها القيام به”.
وردًا على سؤال لمعرفة ما إذا كان ينوي الاعتذار، أجاب ترودو بطريقة غير مباشرة بالنفي.
وصرّح خلال مؤتمر صحافي في مونتريال الأربعاء “يتوقّع الكنديون من حكومتنا أن تتكلّم بوضوح وصرامة وتهذيب عن ضرورة احترام حقوق الإنسان في كندا وفي العالم، وسنواصل ذلك”.
ويزداد التوتر بين كندا والسعودية منذ الإثنين، عندما طردت الرياض السفير الكندي واستدعت سفيرها وجمدت العلاقات التجارية والاستثمارات ردًا على إدانة كندا لقمع نشطاء حقوق الإنسان في السعودية.
وحصلت أوتاوا على دعم من نحو 20 منظّمة مدافعة عن حقوق الإنسان وأُخرى غير حكوميّة. ودعت هذه المنظمات المجتمع الدولي الخميس إلى دعم كندا في كفاحها من أجل احترام حقوق المرأة في السعودية.
وكتبت المنظمّات وغالبيّتها كندية، في بيان “ندعو المجتمع الدولي للانضمام إلى كندا في المطالبة باحترام لا لبس فيه لحقوق المرأة في السعودية”.
وطالبت المنظمات “بالإفراج الفوري عن الناشطتَين سمر بدوي ونسيمة السادة، وجميع نشطاء حقوق المرأة المعتقلين” في السعودية.
وعلى خلفية الخلاف بين كندا والسعودية، طالبت الجمعية الدولية لحقوق الإنسان الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية بدعم حكومة رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو على نحو واضح.
وقال المتحدث باسم مجلس إدارة الجمعية مارتن ليسنتين اليوم الجمعة: “نحن شهداء على ما تتعرض له دولة قانون ديمقراطية مثل كندا من تنديد وتأديب من جانب السعودية”.
وذكر ليسنتين أنه يتعين على مجتمع الدول الديمقراطية عدم الوقوف سلبيا تجاه هذا الأمر.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات السعودية-الكندية تشهد أزمة كبيرة حاليا على خلفية تغريدة انتقدت فيها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند اعتقال نشطاء حقوق الإنسان في السعودية. وردت السعودية على ذلك بسلسلة من الإجراءات، من بينها طرد السفير الكندي من المملكة وسحب السفير السعودي من كندا.
وذكر ليسنتين أن السعودية، الحليفة العسكرية للغرب، لا تتصرف على نحو مختلف عن إيران في نواح كثيرة، متهما الدولتين بعدم الالتزام بالحرية والديمقراطية، ودعم الجماعات المتطرفة.
كما طالبت خبيرة شؤون حقوق الإنسان والنائبة البرلمانية عن حزب “الخضر”، مارجريته باوزه، الحكومة الألمانية باتخاذ رد فعل، وقالت في تصريحات لصحيفة “أوجسبورجر ألجماينه” الألمانية المقرر صدورها اليوم السبت: “على الحكومة الألمانية ألا تصمت أكثر من ذلك… أنتظر من المستشارة أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها ماس أن يقفا بجانب حقوق الإنسان على نحو واضح غير قابل للبس”.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الألماني السابق زيجمار جابريل في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية إنه لا ينبغي للغرب أن يتوقف مطلقا عن المطالبة بضمانات لحقوق الإنسان، وأضاف: “لذلك تستحق كندا الآن أيضا دعمنا الأوروبي. لا ينبغي أن تحيدنا أي تهديدات اقتصادية أو سياسية عن ذلك”.
واعلنت وزارة الخارجية السعودية اليوم الجمعة أن 15 الف كندي يعيشون في”مجتمع آمن” بالمملكة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي/تويتر، إنفوجرافيك/ اليوم الجمعة ” أن 15 ألف مواطن كندى يعيشون بالمملكة، نحترمهم ونعمل معهم، ويتمتعون بالمجتمع الآمن الذي نعيش فيه، ويعرفون حجم التطور بالمملكة وشغف المجتمع السعودي بالتنمية”.
وكانت السعودية قد استدعت يوم الأحد الماضي سفيرها لدى كندا، واعتبرت سفير الأخيرة لديها “شخصا غير مرغوب فيه”. وأعلنت “تجميد كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة مع كندا، واحتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى”. كما علقت الرحلات الجوية إلى تورنتو، وبرامج المنح الدراسية السعودية في كندا.
وفي يوم الثلاثاء، أعلنت السلطات السعودية أنها ستوقف جميع برامج العلاج الطبي في كندا، وتحويل المرضى السعوديين إلى مستشفيات خارج البلاد.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، أن كندا “أخطأت وعليها تصحيح ما قامت به تجاه المملكة” مشددا على ضرورة أن تفهم كندا أن “ما قامت به غير مقبول بالنسبة للمملكة والدول العربية”.
وتعود الازمة بين البلدين إلى يوم الجمعة الماضية، عندما غردت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، قائلة إنها “قلقة للغاية” بسبب اعتقال الناشطة السعودية “سمر بدوي” وغيرها من الناشطين والناشطات الحقوقيين، ودعت السعودية إلى الإفراج عنهم.
وتحول هذا “القلق” الروتيني إزاء الوضع الحقوقي في المملكة إلى أكبر أزمة دبلوماسية بين السعودية وكندا عبر تاريخ علاقتهما.
ووصفت السعودية تصريحات وزيرة الخارجية الكندية بأنها “تدخل صريح وسافر في الشؤون الداخلية للبلاد”.