“السلام” الأميركي لفلسطين: رهن التطبيع السعودي مع الاحتلال

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1993
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

القفزة النهائية للسعودية في إعلان العلاقة مع إسرائيل تمهدها الولايات المتحدة بمؤتمرٍ للسلام الإقليمي.
تقرير عباس الزين
“السلام” على الطريقةِ الأميركية سيكون محور التحرك الإسرائيلي السعودي، في الخريف المقبل. فقد رجحت أوساطٌ سياسية وأمنية إسرائيلية لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، يوم الإثنين 18 سبتمبر / أيلول 2017، أن يدعو الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال الأشهر المقبلة، إلى عقد مؤتمر إقليمي “للسلام” سبق ووعد به، ويشارك فيه قادة دول عربية.
جاءت التصريحات الإسرائيلية قبيل ساعات من لقاء يجمع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في نيويورك. وكانت صحيفة “هآرتس” قد نقلت في وقت سابق عن مسؤول أميركي رفيع المستوى في البيت الأبيض قوله إن البيت البيض لا يتوقع أن تتمخض اللقاءات بين نتنياهو وترامب، وبين ترامب والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن انطلاقة في اتجاه استئناف المسيرة السلمية.
ستكون القضية الفلسطينية مطيةً للأهداف السعودي في التحالف مع إسرائيل وليست تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالمفهوم الأميركي، إلا تسويةً للقضية الفلسطينية، بحسب الرؤية السعودية. هذا ما أكده الديبلوماسي الأميركي السابق، دنيس روس، بالقول إن إحداث انطلاقة في الجهود الهادفة لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني “سلمياً”، وفق تعبيره، يتوقف على مبادرة السعودية بتطبيع علاقاتها مع “إسرائيل”.
وأوضح روس، خلال كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي الذي نظمه “مركز عرفا” في مستوطنة “كتيورا”، القريبة من إيلات، أن التسوية التي سيتعاون السعوديون والأميركيون في دفعها قدماً يجب أن تضمن اعتراف الفلسطينيين بأن “اليهود هم الشعب صاحب الحق الحصري في تقرير المصير” في هذه البلاد.
إذن، الرياض ملزمةٌ بموقفٍ صريحٍ يعرّي مواربتها في القضية الفلسطينية، وهو موقف ستعمل المؤسستان الدينية والإعلامية التابعتان للسلطة على تبريره. وليس بعيداً عن هذا المشهد أن نرى فتاوى دينية من دعاة السلطة في الرياض تؤيد أحقية “اليهود” في الأراضي الفلسطينية.
وبالتوازي مع ذلك، أخذت أبوظبي والمنامة خطوة التمهيد لعلاقات علنية بين تل أبيب والرياض على عاتقها عبر الانفتاح الرسمي مع كيان الاحتلال تحت ذريعة “تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” ضمن صفقة إقليمية، وهو العنوان الأبرز الذي تتمسك به الإدارة الأميركية لأنه يمهّد، وفقاً لمتابعين، لصفقة علنية سعودية إسرائيلية تشكل إطاراً رسمياً ناظماً لتطور التنسيق بين الطرفين في مواجهة تطورات المنطقة، التي يتشاركان فيها على مستوى الرؤية والمصالح.