العوامية الصامدة تستباح مرة أخرى من قبل قوات الكيان السعودي
كان الاعتقاد السائد لدى الأنظمة المستبدة التي تحكم الشعوب بصورة غير شرعية ، بأنه كلما كثر الضغط والقرع على الشعب فان النتيجة ستكون ايجابية ، وسيستسلم الشعب .
هذا المفهوم الخاطئ والبائس قد استقر في عقلية حكام بني سعود ، ولا زال راسخ لحد هذه اللحظة ، في الوقت الذي تجاوز فيه أهلنا بالمنطقة الشرقية من البلاد من هذه المفاهيم البالية ، وأدركوا من اللحظة التي عارضوا فيها سياسة هذا الكيان الإرهابي منذ 37 سنة في انتفاضتهم الأولى في محرم الحرام عام 1980 ، وأكدوا هذا المفهوم عندما قالوا كلمتهم الفصل في عام 2011 ، في انتفاضتهم الثانية .
صحيح بان شعبنا وأهلنا بشرق الجزيرة منذ ذلك الوقت ولحد الآن قد قدموا عشرات الشهداء ، والذي كان أبرزهم الشهيد الشيخ نمر باقر النمر ، الا ان مفهوم المعارضة لسياسة التمييز الطائفي التي اتبعها الكيان السعودي ، قد استقر في أذهانهم ، لا بل أصبح هو العنوان المميز لدى هذه الطائفة الشجاعة التي تأبى ان يكون أمثال بني سعود هم أسياد بلاد الحرمين .
لقد ركزت سلطة الكيان السعودي قوة قمعها على بلدة العوامية التي أصبحت رمزاً لصمود شيعة شبه الجزيرة العربية ، وكيان يقض مضجع بني سعود ونظامهم ، فكانت هدفاً مستمراً لقوات القمع السعودية ، تحاول في كل مرة الهجوم عليها ، لتأخذ ما تأخذ من شبابها الأبطال ، من شهيد وجريح ومعتقل .
و يوم أمس الثلاثاء 23 فبراير/ شباط 2016 مرة أخرى قامت قوات الإرهاب السعودية باجتياح بلدة العوامية بطريقة هستيرية، ومن جميع المحاور وبإعداد كبيرة من مرتزقة الكيان وبصحبة أعداد كبيرة من المدرعات .
لقد بدأ الاجتياح في الساعة 4 عصرا ، واستمر لمدة 8 ساعات أي إلى منتصف الليل ، صاحبه إطلاق رصاص كثيف من أسلحة متوسطة وخفيفة وفي كل الاتجاهات ، إضافة إلى تفجيرات بقنابل استخدمت لقلع الأبواب .
طوقت القوات المهاجمة العديد من المنازل بحجة البحث عن بعض المطلوبين المزعومين وبالخصوص الاخ المجاهد (سلمان الفرج) الذي ورد أسمه في قائمة 23 سيئة الصيت.
داهمت القوات بيته و فجرت أبواب البيت و اعتقلت أقاربه ، حطمت البيت ، وقتلت ابن أخته الشاب (علي محمود العبد الله) .
والشهيد علي والده من أصل بحراني ، ابعد عن البلاد قبل فترة طويلة ، ووالدته من بلدة العوامية "شقيقة المجاهد المطارد سلمان الفرج ، وقد سبق وان اعتقل اخ الشهيد "حسين محمود العبد الله" في العام الماضي وحكم عليه بالسجن 4 سنوات والإبعاد الى دولة البحرين في حين انه يعتبر مواطن من البلاد ومن ابناء العوامية لأنه ولد فيها إضافة إلى ان والدته من البلاد.
أصيب في الاجتياح عدد كبير من الجرحى ، وتم نقل عدد منهم إلى (مستوصف مضر الخيري في بلدة القديح) المجاورة لبلدة العوامية ، بعدها قامت القوات الإرهابية السعودية باعتقال الجرحى ونقلهم إلى مكان مجهول ، ويرجح بعض المتابعين بأنه تم نقلهم إلى المستشفى العسكري بالظهران.
قتل في الهجوم أيضاً أحد المقيمين الأجانب من الهند .
ودمر العديد من المنازل ، و قامت القوات المعتدية بإحراق أحدى المزارع في البلدة ، بحجة البحث عن المطلوبين.
هذا ما تعتقده العقلية الطائفية في رؤوس حكام بني سعود ، بأنهم سوف يركعون هذا الشعب الأبي ، فلا غرابة ان كانت النتيجة عكس ما يأملون .
شيعة شبه الجزيرة العربية ، تعاهدوا على ان لا يكون حكامهم من سفلة الخلق ، رفضوا ، ويرفضون الى ان يحين سقوط هؤلاء المجرمين بني سعود ومواليهم .
نحن في لجان الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية نعبر عن سخطنا وتنديدنا لسقوط شهيد آخر ، وعن إصابة هذا العدد من الجرحى ، واستباحة بلدة العوامية الصامدة ، ونعاهد شعبنا الأبي وأهلنا في شبه الجزيرة العربية ، بأننا سنبقى الداعم الدائم لهم ، ونعيش المحنة ذاتها ، ونواصل جهادنا معهم الى ان نحقق النصر على حكم بني سعود.
لجان الحراك الشعبي
عضو تيار الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية
الأربعاء 15 جمادي الأولى 1437
3 24 فبراير/شباط 2016