الشيخ النمر: موقف التيار السلفي من الشيعة وخياراتهم محسوم سلفاً

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 724
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

إيمان القحطاني * - «الدمام »

الصحفية إيمان القحطاني تحاور الشيخ حسن النمر

فتوى بن جبرين غير علمية تنم عن دوافع مغرضة..

الشيخ النمر: موقف التيار السلفي من الشيعة وخياراتهم محسوم سلفاً

فتح الوضع اللبناني والأحداث الجارية بين حزب الله وإسرائيل الكثير من الملفات العالقة في العربية السعودية حيث أوضحت البيانات الصادرة عن عدد من مثقفي السعودية والتي تمثل اليسار وأخرى تمثل التيار السلفي مدى الانشقاق حول الموقف من الطائفة الشيعية، ورغم مطالبات متعددة بتجاوز المسائل الطائفية فيما يخص الأوضاع كبيان الدكتور محسن العواجي إلا أن رجل دين كالشيخ العبيكان والذي يمثل برأيه موقف الحكومة السعودية حمل حزب الله مسؤولية الدمار الذي تشهده لبنان فيما أخرج عدد من المحسوبين على التيار السلفي المتشدد بيانات تحذر من الشيعة وأطماعهم في المنطقة.

وبغض النظر عن تلك القضايا، يرى محللون أن التحديات الحقيقية التي تواجه شيعة العربية السعودية والذين يمثلون 20 في المئة من التعداد السكاني تتعدى القضايا الجدلية إذ أنهم بصدد مرحلة جديدة تتمثل في حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أسس لأول حوار وطني شيعي – سني وذلك بعد اندلاع الحرب العراقية اثر مخاوف سياسية متعددة،كل تلك القضايا الشائكة نوقشت مع الشيخ الشيعي حسن النمر الذي يرى أن " خيار الشيعة خيار مقاوِم عبر التاريخ" كما ألقى اللوم على الدولة بمختلف مؤسساتها فيما "يعيشه الكثير من الشرائح الاجتماعية تتمثل في التهميش وتتمثل في الإقصاء"،وفيما يخص الشأن العراقي طالب النمر بالقيام" بخطوات جادة جداً لتطويق ما يحدث في العراق لأنه دخل على الخط كثيرون ممن لا يهمهم مصلحة هذه البلاد ولا مصلحة المنطقة بشكل عام"كما ناقش الشيخ النمر العديد من القضايا الداخلية والخارجية وفيما يلي نص الحوار:

• العدوان الإسرائيلي على لبنان أدى إلى انشقاق كبير بين النخبة المثقفة العربية وعلماء الدين من الشيعة والسنة الذين يمثلون التيار السلفي فيما يخص قضية المقاومة والجهاد، ما سبب هذا الانشقاق برأيكم رغم أن الكثير من هؤلاء العلماء يرون الجهاد صائبا في العراق وفلسطين ولكنهم ضده في لبنان؟ وما رأيكم في هذه المسألة أي خيار المقاومة في لبنان؟

أولاً: لا أعتقد أن هناك انشقاقاً «كبيراً» بين النخب المثقفة، لأن الغالبية العظمى، فيما نقرأه في وسائل الإعلام ونسمعه ونراه، هو أن الأمة بسوادها الأعظم ونخبها مع خيار المقاومة.

وثانياً: موقف التيار السلفي من الشيعة وخيارتهم محسوم سلفاً، ولا أقول إنهم يمثلون السنة عموماً.

ثالثاً: خيار الشيعة خيار مقاوِم عبر التاريخ، ولا أعني بالمقاومة «العنف» وإنما هو الانحياز إلى جانب المظلوم على حساب الظالم فـ? الله لا يحب القاسطين ?، وهذا مبدأ إسلامي أصيل يفترض أن يكون سبب وحدة للأمة في كل مكان، ولا معنى لأن تكون المقاومة في العراق مشروعة وفي لبنان مرفوضة. نعم من حق الجميع أن يناقشوا في التفاصيل. وهنا أقول إن ما يدعمه بعض هؤلاء في العراق هو المصداق الواضح للإرهاب ولا يمت إلى المقاومة بصلة، لأن قتل الناس في الأسواق والمساجد والحسينيات لا يمكن أن يصنف ضمن المقاومة بكل المعايير.

رابعاً: أتساءل متى كانت المقاومة في لبنان «صائبة» في نظر هؤلاء المنتقدين للمقاومة الإسلامية، فهي على الدوام لم تحظ بتأييدهم إلا على مستوى الكلمات والبيانات.

وخامساً: إذا كنا قادرين على خيار المقاومة الآن، مع تحمل بعض الأذى، فهل ينتظر من الأمة أن تمارسه عندما لا تكون قادرة عليه ولا على تحمل بعض الأذى.

• هاجم الشيخ العبيكان ما قام به حزب الله من خطوة غير محسوبة بحسب رأيه جرت بلاده إلى حرب لا طائل منها، ما رأيكم في مثل هذا الطرح الذي صدر أيضا عن عدد من المثقفين العرب والخليجيين؟

أجيب بأن الحق أحق أن يتبع. وليس من الصحيح النقاش في الثمار ونحن لم نتفق بعد على الأشجار، فالمنطق يفرض أن يصار إلى تحديد من هو الظالم، وما هو حجم الظلامة، وما هو الأسلوب الصحيح في رفع الظلامة، ثم لنا أن نحكم على ما فعلته المقاومة بأن له طائل أو لا طائل وراءه. فلك الله يا «سمير القنطار» فبعد حوالي ثلاثين عاماً من الأسر، وبعد أن نسيه الناس فضلاً عن الحكومات، يقال إن إثارة قضيتك أمر لا طائل من ورائه.

ثم إن استغلال «إسرائيل» لأسر الجنديين الصهيونيين وقيامها بهذه المجازر والأفعال المخزية لم يكن سوى استغلال وذريعة مزعومة، وليس هو السبب الحقيقي، لأنه أمر مدبر مسبقاً، وإسرائيل ما كانت لتحتمل وجود «حزب الله» المقاوم والقوي إلى جانبها ليحد من عدوانها بشكل أو بآخر، لأن ما تتمناه هو المحافظة على «فوقيتها «وتفوقها» النوعي والكمي ليكون لها الأمر والنهي في المنطقة. ولذلك قال بعض أصحاب هذا المنطق اللائم: لماذا نحرك هذا الثور الهائج؟ وكأنه يقول: علينا أن نكون نعاجاً تستسلم له لا أن نروضه ونطور من سلوكه، وإن دفَّعنا ذلك ثمناً يبقى هو الأقل مما دفعناه في حروبنا الداخلية نحن العرب والمسلمين.

ولعل في إثارتهم قضية «إيران وسوريا» خير شاهد على أن القضية لم تكن سوى استغلال لفعل المقاومة، بما يعني أن لهم عزماً مسبقاً على ذلك، كما حصل في محاولة اغتيال سفير إسرائيل في لندن لغزو لبنان عام 1982 م.

علاوة على أني أجزم أن ما لقيته إسرائيل من الأذى أضعاف ما لقيه الشعب اللبناني، لأنها ستحسب للمقاومة ألف حساب قبل أن تقدم على حماقة. وعلينا أن لا نستعجل النتائج فالأمور لا تزال في البداية.

وأخشى أن يكون موقف الشيخ المذكور من المقاومة شبيها بموقف أسلافه من الإمام الحسين  لما أزمع على الخروج إلى الكوفة فنصح بأنك تعرض نفسك وأهل للأخطار بهذا الخروج.

• بعد الموقف السعودي الرسمي مما يحصل في لبنان أصدر عدد من الشيعة بيانا يستنكرون فيه ما يحدث في لبنان،ويدعمون خيار المقاومة، وكنتم من الموقعين عليه؟ كثير من المراقبين كان يتساءل لم لم يطلب من تيارات أخرى التوقيع عليه حتى لا يتسم بالمذهبية؟

لا أدري ما هو السبب، لأني لم أكن من صاغ البيان ولا من جمع التوقيعات له.

• عاد الحديث هذه الأيام عن ما يسمى الهلال الشيعي ومخاطره على المنطقة كيف تنظرون إلى هذا المنطق الجديد وخاصة بعد صدور تصريحات من الرئيس المصري حسني مبارك والملك عبد الله الثاني بخصوص ولاء الشيعة إلى إيران وهي مسالة شائكة كما تعرفون؟

موقفنا من التصريحات واضح، فقد كان تصريحاً غير مسئول في وقت غير مناسب من شخص غير مناسب. والحديث عن الهلال الشيعي يصب – فيما أعتقد – لخدمة أمرين أساسيين:

الأول: لصالح التهويل والتخويف الذي تسعى إليه الحكومات للحد من جموح الإدارة الأمريكية نحو القيام بإصلاحات «ديمقراطية» بحجة أن وجود التوتر بين إيران «الشيعية» ودول المنطقة «السنية» على المستويين الرسمي والشعبي يمنع من المبادرة إلى إقرار «الديمقراطية» التي تعني الحد من صلاحيات الحكومات والحكام.

الثاني: إحداث فرقة بين أبناء الأمة للحؤول دون توحدها الذي سيكون أول نتائجه النهوض الشامل نحو الإصلاح والتنمية، بما يعني أن على الحكام واجبات أكثر مما له من الحقوق.

وهذان الأمران لا ينسجمان من قريب ولا من بعيد مع توجهات أصحاب نظرية «الهلال الشيعي».

• ما يحدث الآن في العراق من اقتتال داخلي سني شيعي يتبعه تحريض من كلا الطرفين كيف تنظر إلى هذا الاقتتال الطائفي وكيف سينتهي برأيكم؟

هناك من له رغبة حثيثة في حدوث «اقتتال» طائفي، وللأسف ثمة بوادر احتقان يخشى أن يؤدي إلى ذاك الاقتتال الذي لا أعتقد أنه لم يحص بعدُ.

وأما كيف سينتهي فهو بإجماع حكماء الأطراف وعقلاؤهم نحو تكريس المودة والمحبة بين أبناء الشعب العراقي الذي شاءت الأقدار أن يكون مختلفاً مذهبياّ، وسيظل كذلك. ثم التسليم بمعطيات الواقع وإقرار نظام العدالة التي يعني أن يأخذ كل مواطن استحقاقه.

• قام الملك عبد الله بن عبد العزيز بزيارة مؤخرا إلى المنطقة الشرقية ومنها المدن ذات الأغلبية الشيعية؟كيف ترون هذه الزيارة؟

كانت الزيارة محل ترحيب من المواطنين، خصوصاً الشيعة منهم، وكنا نأمل رفع بعض الظلامات الواقعة عليهم، ولكن يبدو أن البيروقراطية في عالمنا العربي لها القول الفصل.

• ما رأيكم في البيانات التي خرجت دعما للبنان؟

لا أخفي خجلي من ردود الفعل العربية، لحد الآن، تجاه جرائم الصهاينة، فهي أقل بمراحل ما ينبغي أن تكون عليه. وأما البيانات فلم أطلع عليها جميعاً، وهي على كل حال سهلة، وإن كانت ممنوعة في بعض الأقطار العربية، حتى لو كانت مجرد بيانات.

• ما رأيكم في فتوى بن جبرين التي انتشرت قبل مدة ورجح البعض بأنها قديمة وفحواها انه لا يجوز مناصرة حزب الله لأنه شيعي المذهب؟

فتوى غير علمية تنم عن دوافع مغرضة. كما أن إثارتها في هذا الوقت خدمة للصهيونية. وفيها مخالفة لقول الله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وقوله تعالى ? ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ?

• الحوار الوطني الخامس ركز على التعاطي مع الآخر الغربي أو غير المسلم.وطرح كثيرا انه من الأجدى، على الداخل السعودي، ما هي رؤيتكم بعد أن قمتم بمناقشتها مع العديد من المشاركين؟

كانت فكرة الحوار الوطني التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين فكرة رائدة وشجاعة وحكيمة في تشخيصها لمرض عانى منه هذا المجتمع وهذه الدولة تجلت في سيطرة بعض الأفكار على كثير من المؤسسات وعلى كثير من الشرائح التي دفع ثمنها هذا المجتمع غالياًَ ولذلك كانت هذه الفكرة فكرة جيدة رحب بها المسئولون من أبناء هذا الوطن ممن يحملون الشعور بالمسؤولية تجاه ما يخص هذا الوطن. طبعاً كان الحوار الأول بجولتيه الأوليين بشكل خاص حالة خجولة إلا أنه في الجولة الخامسة فيما أقُدر خطا خطوة واسعة جداً من خلال طبيعة المشاركين وانفتاح بعضهم على بعض لم نكن نعاني في أروقة المؤتمر من التواصل فيما بيننا على اختلاف الانتماءات الفكرية والمذهبية وهذا الأمر كنا ننشده منذ سنين طويلة،أقدر أن هذه الجولات لو استمرت لن تكون بشكل كبير جداً كافيه بأن تخلق وحده وطنية حقيقية نابعة من قناعات الناس وليس بقرار رسمي تتخذه الدولة وإن كانت الدولة بمختلف مؤسساتها تتحمل الشيء الكثير جداً كانت هناك معاناة يعيشها الكثير من الشرائح الاجتماعية تتمثل في التهميش وتتمثل في الإقصاء وتتمثل في عدم الاعتراف به كما لم يكن موجوداً ومن الطبيعي أن شخصاً يحمل هذه الالغائية والإقصائية تجاه أبناء جلدته و وطنه من الطبيعي أن يعيش مشكلة مع الآخر ولذلك كان للعنوان الذي طرح كمحور للقاء الخامس مدخل طبيعي لمعالجة الأزمة في شقيها الخارجي والداخلي واعتقد أنه ترك بصمة جيدة.

• بعض اللذين تحدثوا داخل قاعة الحوار كان يطلب منهم التطرق إلى التركيز على المحور الخارجي وعدم التطرق إلى القضايا الداخلية ألا ترى أنه من الأجدى التطرق إلى القضايا الداخلية أولاً؟

لا يمكن التفكيك بين الأزمتين الحقيقة أن أس الأزمة التي نحاول أن نعالجها مع الآخر هذا الآخر إما أن يكون مسلماً أو غير مسلم، لا يمكن أن نفكك بين أزمة السعودي وبين الآخر المصري الذي ينتمي إلى المذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي بينما نحن السعوديين فينا الشافعي الشيعي والمالكي. وأعتقد بأن الذي دفع بإدارة اللقاء إلى أن تتحاشى قدر المستطاع إثارة المسائل الخلافية الداخلية هو أن هناك أكثر من حقل ألغام ينبغي أن نتحاشاه ومجرد قدرة الدولة على أن تجمع هؤلاء ليتوصلوا إلى رؤيا مشتركة أؤكد أنها خطوة ولو كانت متواضعة إلا أنها مهمة جداً.

• بالنسبة إلى الرؤيا الوطنية التي خرج بها اللقاء ذكر في أحد التوصيات الخاصة تحت بند المنطلقات الوطنية أن السعوديون بكل أطيافهم جزء من المجتمع الإنسان الدولي كما يؤمنون بأن التنوع الداخلي مذهبيا وثقافيا واجتماعيا سنة كونية وأنه يمثل منطلقاً في التعامل مع الآخر ولا يجوز استخدامه أداء لاختراق الوحدة الوطنية. ما هو المقصود برأيك جملة من أداة لاختراق الوحدة الوطنية وهل كان المقصود بها الشيعة؟

قد ينطلق أكثر من طرف في تفسير البيان الختامي لأكثر من جهة وأكثر من زاوية ولكن أعتقد أن الرؤيا في مجملها أكدت على أنها هناك قواسم مشتركة فمن الطبيعي أن يكون المشاركون على المستوى الرسمي وغير الرسمي الداعيين و المدعوين إلى أن يفكروا في تأكيد الوحدة واللحمة الوطنية نحن أنفسنا أهل البيت لا نسمح لأنفسنا لا سياسياً ولا مذهبياً أن نكون أداة لتفكيك الوحدة الوطنية فكل ما ننادي به هو أن تترسخ الوحدة الوطنية على أن لا يعيش الشيعة المواطنة في الدرجة الثانية وهذا قد لا نلمسه في القرارات الرسمية ولكن في المعايشة اليومية نلمسه وبشكل واضح جداً وهذا ما حاولنا من خلال الحوار الوطني أن نؤكده وأعتقد أن الرؤيا توصلت إليها وهو أن المملكة العربية السعودية تشتمل على مواطنين يختلفون في أطيافهم الفكرية وفي مذهبياتهم وبذلك تكرست التعددية إلى أي حد يمكن أن نجسد هذه الرؤيا على أرض الواقع قد يكون في ذلك شيء من المعاناة.

• بالنسبة للحوار الأخير والذي كان معلناً على القنوات الفضائية ولأول مرة وكان فيه من الشد والجذب شيء واضح على أوجه المشاركين داخل قاعة الحوار ويرى كثيرون كونه على الهواء مباشرة ظهر هناك نوع من الضبط و ربما لو كان تسجيلاً لوقعت أشياء كثيرة.هل لمست عند الخروج من القاعة أي انتقاد وخاصة ممن يعتبرونكم الأكثر خطراً من العلمانية أو الليبرالية؟

أعتقد أن الذي لمسناه في المؤتمر هو أن هناك تطور ملموس من قبل كل الأطراف.

• سؤالي عن خارج القاعة؟

أعتقد أن المؤتمرين استطاعوا أن يوجدوا جواً من الألفة لا أعني أن السلفي مثلا تخلى عن خلفيته السلفية في قراءة الشيعي الذي يعتقد أن فيه الكثير من الخطر ولكن اعتقد أنه لا يستطيع أن يلغي فينا الإسلامية فكوننا إسلاميون نكون بالتالي أقرب إليه ممن يسميهم علمانيين.فأعتقد أن هذه الحوارات والجولات لو تكررت سيجد السلفي أن عند الشيعي ما يجعله قريباً منه وسيجد الليبرالي أن لدى الشيعي ما يجعله قريباً منه فبالتالي نحن الأطياف الثلاثة سنجد ما يجمعنا في انتمائنا لهذا الوطن كافي لخلق وحده وطنية حقيقية.

• هل أنت متفائل من الحوار الوطني الأخير؟

قياساً على الوضع سابقاً نعم متفاءل وإن كان طموحي كبير جداً وقد قلت أنها خطوة متواضعة ولكن أعتقد أنها جيدة.

• بالنسبة لإعلان مكة الذي كان متزامنا مع الحوار الخامس كان من بين التوصيات التي جاءت في الوثيقة ً نبذ التطرف وتطوير المناهج وغيرها. جاء فيه أيضا الاعتراف بالمذاهب السنية الأربعة إضافة إلى الجعفري والزيدي والإباضي كيف تنظر إليه؟

أعتقد أنها خطوة تقدميه جدا تتناسب مع حجم التحديات التي تحدق بالعالم الإسلامي ويوجد فيها نوع من التميز وذلك بأنها كانت بدعوة من خادم الحرمين الشريفين وفي مكة المكرمة لنؤكد أن هذه الدعوة ليست سياسية فقط وأن هذه الأجواء التي أحاطت بها تجعلها دعوة إسلامية دينية قبل أن تكون دعوة سياسية وبحق نحن بحاجة على أن نفعل هذا البلاغ وأن نجعل منه وثيقة إسلامية عامة تُجعل كثقافة يومية يتناولها المسلمون على مختلف الأصعدة لأنه هنالك أخطار تحدث في هذه الأمة لا يمكن أن نتجنبها ما لم نخلق وحدة حقيقية بين المسلمين لا أعني أن تنصهر المذاهب فيما بينها ولكن أعتقد جازماً بما أمتلكه من الخلفيات الدينية لمختلف المدارس الإسلامية ان بينهم مما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم.

• تقدم 450 من مثقفون ومفكرون شيعة بعريضة"شركاء في الوطن" لولي العهد آنذاك الملك عبدالله بن عبد العزيز و التي تنص على احترام جميع المذاهب الإسلامية ومن ضمنها المذهب الشيعي إضافة إلى تمثيل المذهب الشيعي في المؤسسات الحكومية وذلك بعد نشوب حرب العراق ما شكل مخاوف سياسية تلاها إعلان أعلن أول حوار وطني وكان سني شيعي،لماذا اختار الشيعة ذلك الوقت وهل كنا ننتظر أحداث سبتمبر والحرب العراقية للالتفات إلى حقوق الشيعة وإدماجهم في المشاركة الوطنية؟

الشيخ حسن النمرمما يؤسف له في العالم العربي ومن ضمنها هذه البلد هو أننا دائماً نتأخر في ردود الأفعال وقراءة ما يجب أن نفعله أو نقرأه بشكل مسبق فرب ضارة نافعة للأسف الشديد إن ما ارتكبه الإرهابيون في أحداث سبتمبر وما حدث من تداعيات لهذا الحادث البغيض دفع بالكثيرين إلى أن يستوعبوا صدمة كنا نعيشها نحن كشيعة بطريقة أو بأخرى وكان الكثير أن يقول أنه ليس هناك مشكلة من الآن هناك من يحاول أن يتنكر ويقول ليس هناك ما يميز المواطن العام والمواطن الآخر في حين إننا نعيش هذا يومياً فعلى مستوى المساجد ليس هناك تراخيص تتناسب مع حجم الشيعة في البلد مع أنها بيوتا يذكر فيها اسم الله عز وجل والكتاب الشيعي لا يزال ممنوع رسمياً وليس من حق الشيعي أن يطبع كتباً هنا ولا أن يوزعه أو يجلبه من الخارج حيث أنه لا يجلبه إلا بطرق ملتوية تدفعه إلى مخالفة القانون في كثير من الأحيان ومع ذلك نحن نرحب في هذه الخطوة واعتقد أن فيها مصلحة كبيرة وان يأتي خير من أن لا يأتي.

• بالنسبة إلى مصادرة الكتب ليس فقط الكتاب الشيعي وحده المصادر حيث أن كثيرا من الكتب ممنوعة؟

لذلك أنا لا أقر أن الحوار كان حلأ لأزمة شيعية بل كان لأزمة سعودية الصوفيون يعيشون في هذه البلد ولا زالوا يعيشون أزمة خانقة والليبراليون يعيشون كذلك أزمة خانقة مع أن ليبراليتهم قد تختلف هناك بعض الليبراليون العلمانيون متطرفون في ليبراليتهم ولكن الكثير من الليبراليين كانت ردة فعل لقراءة متشددة في الدين فلو استطعنا أن نبين لهم أن هناك قراءة واعية للدين منفتحة سنجد أن البساط الليبرالي الذي تحت هؤلاء سيسلب.

• هل تقول أن الليبراليين السعوديون نتاج قراءة متشددة للدين؟

الذي لمسناه من بعض الليبراليين هو لا يريد أن يجعل من القرآن الكريم والسنة المطهرة مرجعية له لأن هناك من يريد أن يحتكر القرآن والسنة بقراءته هو فردة الفعل الطبيعية ستكون أن الليبرالي يرفض القراءة السائدة الرائجة و أنا أرفضها كشيعي أنا لا أقبل أن يفرض علي السلفي قراءته وتفسيره للقرآن والسنة المطهرة فإذا كان المقصود من الإسلام هو هذه القراءة المعينة فسيقف ليس الليبراليون فقط بل كل المذاهب الإسلامية المختلفة ضد هذه القراءة حيث أنها ستكون خارج عن الملة وهذا ما كنا نعاني منه.

• إذا تعتقد أن الليبراليون السعوديون تحديداً هم نتاج قراءة متشددة أو خاطئة للدين؟

الغالبية العظمى منهم أجزم أنهم كذلك.

• سألت في إحدى الحوارات،حول إقرار الدولة الفعلي والعملي للتعدد المذهبي في البلاد وطالبت ببذل جهود الرسمية وإجراءات لتخفيف حدة التوتر والدفع بفرض التعددية،ما هي الإجراءات التي قصدت؟

أعتقد أن الدولة يلزمها أن تقوم بحماية واضحة جداً لأي نشاط يختلف عن أي القراءة السائدة دينية ما دام هناك مساجد ومؤسسات مرعية بشكل رسمي تحرض على فئات واسعة من المواطنين وما دام هناك منهج تعليمي يدرس لأبنائنا وبناتنا يحرض فيه على آخرين من هذا الوطن سيكون من الطبيعي أن الرؤيا التي يختزنها هذا التلميذ في دراسته ستجعله عدائياً بشكل غير طبيعي حينئذٍ لا يحتاج إلى قرار رسمي ليجعله عدوانياً تجاه الآخر المختلف عنه أعتقد أن الدولة هي التي تتحمل هذا الأمر،ألمس في خطوات خادم الحرمين الشريفين شخصياً الإخلاص والجدية ولكن الأمر لا يقف عند قرارات أو رغبة خاصة بالملك وإنما تحتاج إلى أن تفعل بقرارات واضحة جداً رسمية وجريئة في هذا الجانب.

• رفضت أنت وكثيرون في الحوار الوطني الأخير استخدام كلمة"رافضة" ضد الشيعة وقلت انه يوجد كتاب يتداول في السوق السعودية يحرض على قتل الرافضة في آخر الزمان ودار كذلك جدل بينك وبين الشيخ الفوزان الذي شكك في صحة وجوده. كيف تفسر موقف السلفيين من حديثك؟

لذلك يشكر خادم الحرمين الشريفين على إتاحة الفرصة للآخر المحلي أن يعبر عن وجهة نظره وتوفر له الأجواء ليكون شجاعاً ليقول ما كان ممنوعاً في السابق أن يقال وللأسف الشديد كان التحريض يعيشه الجميع لا أعرف ولا أستطيع أن أفسر كيف يتقي السلفي والذين يقولون أن كلمة الرافضي غير موجودة ويمارسون التقية التي كانوا يؤاخذون عليها الشيعة لما وجدوا أن الضغط العالمي وأن الضغط الإقليمي لا يسمح لهم بأن يستخدموا مثل هذه الكلمات النابية التي فيها تحريض وإن كان حديثي أن هناك مؤسسات رسمية. أنا لا يهمني كثيراً أن يكون السلفي سلفياً ومتشدداً في موقفه فهذا حقه واختياره فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولا يوجد إكراه في الدين. ولكن أن يعطى سلطة ويتصرف فيها على ضوء هذه القناعات في حق مواطنين آخرين هذا أمر مزعج ولا يتحمله إلا القرار السياسي ولذلك نحن خطابنا في الدرجة الأولى ليس مع السلفي وإنما مع القيادة السياسية هي أن تكرس هذا العنوان التعددية في داخل البلد ولا يمكن أن ينجو هذا البلد من المخاطر التي تحدق به إلا أن يؤكد على التعددية في ظل الثوابت الإسلامية وإذا أردنا أن نفصل الثوابت الإسلامية التي تجمع المسلمين سنة سلفيين وشيعه سنجد أنها كثيرة جداً ولنقطع الطريق على كثير من المتطرفين الذين وجدت لهم مصالح أصبح من الضروري أن يكرسوا تلك الحالة السابقة و إلا ستزول مثل هذه المصالح وبذلك نحن نرفض استخدام أو استعمال مثل هذه الكلمات لان وراء الأكمة ما ورائها.

• في بيان أصدره الشيعة وعدد من مشائخهم مؤخراً ضد قناة الجزيرة تضمن الاستنكار على أمور ذكرت في برنامج حواري البعض يقول أصبح عند الشيعة حالة اللاسامية عند اليهود أي عند حدوث أي شيء يتم استنفار كل الجهود،كيف تعلق على ذلك؟

لا أعتقد أن مثل هذا الأمر يشكل مؤاخذة لأن ما يحدث في العراق هي مجازر وما حصل في قناة الجزيرة كان تصرفاً سخيفاً وتصرف غير مسئول لا يقبله الشيعة ولا حتى السنة أن يوصف رمز شيعي يشكل محورا أساسيا في الدعوة السلمية في العراق بهذا الشكل السيئ. لو فتحنا هذا المجال للتحريض سيكون هناك تناظم مع حركة الزرقاوي الإرهابية الذي كان يفتي علناً على أنه يمارس قتل الشيعة ولذلك كان يجب أن توضع النقاط على الحروف ويقال أن هذا التصرف خاطئ فليس أمراً صحيحاً. وما حصل من الانتقاد الشيعي هذا تمارسه حتى الدول العربية في حال تعرضها لأي أمر فيه وبالتالي يستنكرونه وذلك ليس بعيداً من الشيعة أن يستنكروا ما حصل في حقهم من الخطأ.

• محللون سياسيون يرون أن ما يحدث في العراق رفع حالة الشحن الطائفي في الخليج. كيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟

بإتاحة الفرصة لعقلاء القوم جميعاً لقراءة ما يحصل من تداعيات لهذا الحادث والذي يحصل في العراق هو كان نتيجة سكوت مخزي دفع ثمنه مئات الآلاف من المواطنين العراقيين نحن الآن نجي ثمار تلك المجازر الرهيبة فيجب أن يتنادى عقلاء القوم وليتبنوا ديمقراطية كما هي مدونة في كتبهم وكما تدرس للطلاب في الكليات لماذا يكون من حق الأكثرية في كل بلد أن يكون صوتهم عال إلا في العراق يستثنى من هذا لأن هناك اختلاف في المذهبية بلا شك هذا سيكرر حالة الطائفية المزعجة وهذا أمر غير صحيح وأتصور بأننا بحاجة إلى خطوات جادة جداً لتطويق ما يحدث في العراق لأنه دخل على الخط كثيرون ممن لا يهمهم مصلحة هذه البلاد ولا مصلحة المنطقة بشكل عام.

• السيد هاني فحص كتب مقالة منذ فترة عن إستقواء الشيعة في المنطقة بسبب ما يجري في العراق من وصول الشيعة إلى مناصب في الحكم. فهل ترى هذه الحالة موجودة؟

لا أعتقد بأن هناك حالة إستقواء بهذا المعنى ولكن من الطبيعي أن نقول من العسير قطع حالات التفاعل بين منطقة وأخرى الشيعة يستفيدون مما يحدث في العراق والسنة في العراق يستفيدون مما يحدث في الخليج فبالتالي هناك حالات ترابط ومصير المنطقة مرتبط بعضه ببعض. وبالأسف الشديد أقول نحن الشيعة في السعودية لم نعد نطمح إلى مناصب بقدر ما نطمح إلى أن توفر لنا الحقوق الدنيا من الحقوق التي سلبت والأشد نكاية هو أن يتنكر أن هذه الحقوق مسلوبة نحن في الدمام لا توجد لدينا مقبرة فلا مقابر للشيعة ولا يسمح لنا أن ندفن في مقابر المسلمين فلا أعرف ماذا يسمى هذا الأمر.

• أنت قلت بأنكم لا تطمحون للحصول على مناصب كيف تفسر مطالبات العريضة إذا؟

لا أطمح ليس لأني لا أرغب وإنما أعتقد أن هذا بعيد المنال فعلاً.

• وما هي الحقوق التي حرم منها الشيعة؟

نحن نعيش أزمة في الحياة والممات فإذا كانت المطالبة بمقبرة يدفن فيها الشيعة موتاهم لا يعتبر هذا حقاً؟؟ إذا كان تشييد مسجد في منطقة مثل الدمام يعيش فيها أكثر من 150 ألف شيعي ليس من حقهم أن يبنوا مسجداً آخر بعد أن تضايق المصلون في المسجد الوحيد لا أعرف ما يسمى هذا ألا يسمى هذا نوع من الحق. إن المواطن الشيعي يعيش أزمة كبيرة إذا نظرنا في أرامكو وفي سكيكو أين هم مدراء الإدارات في داخل هذه المنطقة وهل يعقل أن الشيعة ليس فيهم كفاءة واحدة تصل إلى مستوى وكيل وزارة ومدير إدارة على مستوى المملكة.

• وجودهم الآن في المجلس البلدي هل شكل لكم ذلك أملاً؟

ما حصل من إجراءات على يد خادم الحرمين الشريفين يعبر عن رغبة صادقة لديه شخصياً للسعي بهذه البلد إلى تجاوز هذه الشرنقة التي وقعنا فيها ولذلك رحبنا في المجلس البلدي والانتخابات مع أن حضورنا في الدمام بشكل خاص كانت ضعيفة في إيصال بعض مرشحينا ولكن مع ذلك عرفنا أن نسجل ونقول للمواطنين أن ما يعني هذا الوطن يعنينا بشكل كبير في الأحساء المواطنون الشيعة حصلوا على انتصار كاسح في مجمل المقاعد في القطيف أيضاً حصلوا على شيء كبير جداً استطعنا أن نقول أن كل المقاعد أخذوها. في الأحساء لم يحصلوا إلا على مقعد واحد بنوع من اللف الدوران إن صح التعبير لأن الفارق بين من فاز ومن لم يفز عشرون ألف صوت.

• هناك صور للشيخ حسن النمر وهو يهتف بالمنتخبين تم تفسيرها على أنك دخلت الانتخابات على أساس طائفي وليس وطني. و لماذا لم تشكل لائحة مشتركة؟

ليس مسموحا، إن الأنظمة تمنع أي تحالف ولقد ذهبنا قبل الانتخابات لعدد من المرشحين من أجل أن نقوم بعملية تنسيق معهم إلا أنهم قالوها وبشكل صريح لسنا مستعدين أن نتحالف معكم فنخسر قاعدتنا الجماهيرية. ومن ثم هذا الوضع هو الذي جعل الشيعة ينسقون فيما بينهم وفي الغرفة التجارية نحن ندفع بإخواننا الشيعة إلى أن ينسقوا ويقوموا بحالة تحالف مع السنة والحمد لله وفقنا في ذلك. إنه من الخطر أن يتقوقع الشيعة على أنفسهم إن كل ما نريده هو أن نكسر هذه العزلة التي فرضت علينا لأنه ليس من مصلحتنا نحن كشيعة ولا من مصلحة الآخرين تنمية هذا الحس في أنفسهم وبالتالي الوطن للجميع والكفاءات الوطنية يفترض أن لا يقرأ فيها أو لا تفسر ويتعامل معها على أساس أنه شيعي أو سني.

• منذ مدة قصيرة وفي خطوة هي الأولى من نوعها في البحرين صدر المرسوم الملكي البحريني بتشكيل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مناصفة بين الطائفتين الرئيستين في البلاد للوقوف دون أي محاولة للتفرقة بين المواطنين في البلاد، كيف تنظر إلى تلك الخطوة؟

لا يوجد في هيئة كبار العلماء أي من المشائخ الشيعة ولا يوجد كذلك أحد منهم في القضاء. وحتى القضاء الجعفري يوجد لدينا محكمتان واحدة في الأحساء والأخرى في القطيف ولكن بصلاحيات محدودة جداً. تم تقليصها في الفترة الأخيرة إلى حد أشبه ما يكون بموظف إداري ليس أكثر. ولذلك هناك محاولة جادة لإعادة الوضع على ما كان عليه في السابق مع شيء من التفعيل يتناسب مع متطلبات المرحلة، للأسف الشديد هذا واقع حاصل.

• إذا أين أجندة العمل لجعل هذا المجتمع مجتمعاً تعددياً؟

هذا الأمر يحتاج إلى قرار سياسي حتى في البحرين لم يشكل المجلس الأعلى إلا بقرار ملكي نحن الآن بحاجة إلى قرار سياسي يكرس حالة التعددية هذا لا يعني أن تتخلى الدولة حتى عن انتمائها للمذهب الحنبلي لا يعني أن يكون على حساب الطوائف الأخرى هناك حساسية نجد أن التيار السلفي حينما يتحدث عن شيعه يصاب بنوع من القشعريرة لماذا تثيرون حتى هذه الكلمة كأنه يريد أن يغطي على واقع موجود بممارسة ستجعل من النار تحت الرماد دون ان تطفئها وهذا أمر ليس بمصلحة الوطن إطلاقاً لأن المتربصين كثر ويؤلموني أن تستغل الإدارة الأمريكية أو أي جهة خارجية لها خطابات تريد أن تؤديها مع الدولة ثم تستغل هذا الجرح الغائر الموجود عند الشيعة ليشار إلى أن هناك معتقل وسجين لم يفرج عنه وهناك سجين لا يزال غير محكوم على خلاف كل الأنظمة التي نقرأها حتى في أنظمة الوزارة وأنظمة الدولة أو في تقارير الحريات الدينية هذا أمر مؤسف ويولد الكثير من الإحباط فلذلك نحن نقاوم حالة الإحباط. مساء أمس كان عندي ضيف من الإخوان السنة وهو حنبلي المذهب ولقد حدثته عن المقبرة والمسجد قال إنه أصيب بإحباط قلت أنت تأثرت بحديث نصف ساعة وتقول أنك محبط فما أقول أنا ووالدي وجدي ونحن نعيش هذه الحالة بشكل مؤلم.

• كيف ترى وضع المناهج الدراسية الحالية؟

أعتقد أن المناهج تحتاج إلى تطوير والدينية بشكل خاص. بعضهم حين يتحدث عن تغيير المناهج يتكلم عن الفيزياء والكيمياء والرياضيات لا، نحن نتكلم بشكل خاص عن المناهج الدينية. إن المنهج الديني الذي يعلم لأولادنا تحريضي إقصائي وإلغائي وما حصل من التغييرات يعتبر هامشية جداً في جانب ما يجب أن يراعى. يجب أن يشكل لإصلاح المناهج لجان متخصصة من مختلف الانتماءات الفكرية ليدرس أبناءنا الإسلام المتفق عليه ويترك كل طائفة أو فئة أن تدرس أبناءها حتى في مدارس أخرى أو في جهات أخرى أما المنهج الذي تتبناه الدولة الذي يجب أن تكون الدولة فيه على مسافة واحدة من الجميع أعتقد أنه من الطبيعي أن يكون حتى للشيعي نصيب في تغيير هذا المنهج أو ملاحظته أو الاشتراك فيه بطريقة أو بأخرى وأحمد الله أن لدينا على مستوى الوطن الكثير من الكفاءات العاقلة التي استطاعت أن تسهم على مستوى العالم الإسلامي ولكن لأسف الشديد لا تستطيع أن تسهم بشيء هنا. يعني تكرم في الخارج وتعطى جوائز ولكن هنا ليس لها نصيب.

• من ناحية التطبيق،ما هي الخطوة الأولى التي يمكن أن تقدم للشيعة وتشعر بأن لها أولوية قصوى؟

إذا كان كبرنامج توضيحي ما تقدم به الموقعون على وثيقة شركاء في الوطن. أعتقد أنه برنامج عملي لو أخذت القيادة السياسية به جلاً أو كلاً. أعتقد أنه سيحقق الكثير في هذا المجال وسنرمي الكرة في ملعب القيادة السياسية لأننا لا نتوقع من المؤسسة الدينية أن تتبنى شيء من هذا في هذا المجال.

• هناك أمور شائعة بين أوساط المجتمع السني حول ممارسات الشيعة التي يؤجرون عليها كالبصق والتبول في طعام السني هل هناك مثل هذه الأمور في مذهبكم؟

يقول الشاعر «من كان يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليلة» عبر التاريخ هناك صاحب دعوة يختلف مع أشخاص ويتهمونه بالجنون حتى الرسول  أتهم بالجنون والكذب والله سبحانه وتعالى يحكي عن بعض فئات الكفار من قريش حينما يرغبون في تخدير الوافدين على مكة بأن لا يستمعوا إلى دعوة النبي . قولهم: ولا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه. إن أيسر طريق وأسرع طريق لقطع الطريق على العامي من الناس أن يتصل بالشيعة أو أن يتأثر بهم هو أن نشحنه بمثل هذه الأمور التي يتقزز منها الإنسان وستشكل حاجزاً نفسياً على أن يتواصل معهم. الحمد لله إنه لا يستطيع أحد أن يشكك في حسن أخلاقهم بل بالعكس حسن الأخلاق عند الشيعة أصبحت مادة يحرض عليها ويقول هؤلاء منافقون أنا لا أعتقد ولا أستطيع أن أفسر كيف يستطيع مثل هذا الإنسان أن يحرض على الشيعة لأن ابنهم وابنتهم في المدرسة والموظف وأخلاقه حسنه ولا يوجد في أدبياتنا الشرعية إلا ما هو نص على حرمة المسلم والاهتمام بالمسلم وغير المسلم كذلك وللأسف الشديد يكشف هذا عن مدى السلطة التي أعطيت لمثل هذا التيار ليشكل وعي المواطن السعودي وهي ضربة له قبل أن تكون ضربة للشيعي يعني إذا كان الشخص السعودي السني يعبأ بمثل هذه الأفكار فيذهب إلى مصر أو أي منطقة أخرى سيجدون أنه من السخف لشخص يحمل مثل هذه الأفكار. فأتصور أن هذا يضرهم أكثر مما يضر الشيعة.

• المفاهيم هذه لا توجد إلا في السعودية؟

لا شك أن هناك من له مصلحة كبيرة جداً في أن يجعل حاجز بين السني والشيعي في أن يتواصلا فيما بينهما وهذا هو الطريق الأقصر.

• وكيف يتم التخلص من مثل تلك المفاهيم العالقة في أذهان المجتمع؟

أعتقد أن القيادة السياسية لو أخذت قراراً جاداً في الدفع للمواطنين على اختلاف إنتمائاتهم لأن يتواصلوا فيما بينهم وأن يكون التواصل ليس على مستوى الفردي والشعبي بل يحتضن رسمياً. وما المانع بأن تفتح الدولة المجال الإعلامي لشيخ شيعي وهو مواطن وله حق المواطنة كاملة أن يتحدث في مسألة أخلاقية لا مسألة خلافية في التلفزيون أو الراديو السعودي أو في الجريدة السعودية الرسمية أو الغير رسميه. إذا استطعنا أن نكثف مثل هذا المعنى سيألف المواطنين الذين عبئوا تجاه الشيعي عبر تلك السنين من خلال صورة قاتمة غير صحيحة. وأن يكون حتى في الوفود الرسمية التي تأخذها الدولة على الخارج على مستوى التجار أو غير التجار أو الدبلوماسيين أن يصطحبوا بعض الشيعة وبعض الصوفية وبعض الإسماعيلية ليكون هنالك رعاية حقيقية وجادة على أرض الواقع كما حصل في الحوار الوطني أنا أعتقد الذي حصل في الحوار الوطني في جولته الخامسة بشكل خاص في الحقيقة جرأة تقدر بشكل كبير للملك ولوزارة الثقافة والإعلام أن يكون هناك رعاية وتبني رسمي للآخر السعودي ويبرز على مستوى الإعلام السعودي فيكسر تلك الصورة النمطية السوداء لدى المواطنين ولكن بشيء خلق في أجيال ليس من المتوقع في مؤتمر أو مؤتمرين يزول ولكنه سيتأثر بشكل أو بأخر.

• أخذ عليكم إفطاركم رمضان الفائت مع إيران؟

هناك فهم مغلوط في مسألة الصيام والإفطار هناك ضوابط فقهية. لدينا نحن في الشهادة بالشهود قد نلتقي مع إيران وقد لا نلتقي وكذلك الحال مع العراق أو مع السعودية. فيجب أن يتوفر لدينا شهود عدول على أن الهلال ثبت. وقد يكون هناك إدعاء في الرؤية حتى في الشيعة فترد شهادتهم. هذه مسائل معايير فقهيه لا ينبغي أن تقحم في عالم السياسة ومن المعيب أن يستعدى السلطان على المواطن إذا كان لديه وجهة نظر مخالفة. قد يكون السني لديه وجهة نظهر تختلف عن نظر المفتي أو نظر هيئة كبار العلماء ومع ذلك لا يتهم أو يخون فيجب أن نتجاوز هذه الحالة وإلا سنمارس إرهاباً فكرياً الإخوان السنة وخصوصاً الحنابلة يعتقدون أن طاعة ولي الأمر يجب أن تكون في كل شيء حتى في الاستسقاء وفي صلاة التراويح. هناك مدارس فقهيه أخرى لا ترى مثل هذا المعنى في أن السلطان يتدخل في كل شيء. نحن الذي نعتقده في أن السلطان له حدود والفقه له حدود والسلطان ليس فقيها له الأحقية في أن يتكلم في كل شيء وإذا أريد أن الشيعي أن يلتزم في كل شيء تريده السلطة من فقه فليشرك الشيعي لكي تشترك نظريته الفقهية في الالتزام في قوانين معينه حيث إذاً سيكون من السهل أن يلتزم الشيعي بهذه الفتوى لأن ضوابطه الفقهية روعيت.

حتى الشيعة فيما بينهم يختلفون في مسألة الهلال. هناك من يصوم ذلك اليوم وهناك من لا يصومه فلا مجال للتراشق فيها.

• كيف يخرج الشيعة من بوتقة الانتماء للدولة؟

إن السياسي يتحمل العبء الأكبر في هذه المسألة فليفتح المجال للشيعي ليوضح وطنيته لا ليكون وطنياً. الشيعي أعتقد أن وطنيته لا مجال للمزايدة عليها والشيعي تحمل كثيراً من الإساءات ولم تدفعه إلى أن يخون وطنه ولا أعتقد أن الشيعي بحاجة إلى أن يسقط وطنيته ولكن هناك من يركب موجة الوطنية وطنيته وهناك من يركب مشروع الدولة ويحاول أن يستأثر به لنفسه فأصبح يوزع الاتهامات على الشيعي وعلى الصوفي والإسماعيلي وعلى كل احد.

• هل ترى انفراجات على المدى البعيد؟

قلت أعتقد أن هذه الخطوات بالرغم من شدة تواضعها أعتبر أنها مؤشرات جيدة ولو استمرت ستؤثر تأثيراً كبيراً جداً. ولكن أيضا علينا أن نتعجل الخطى لكي لا يكون هناك إحباط. أنا لا أخفي أن الكثير من الشيعة يعتقدون أن هذه المسألة شيء يضاف إلى طريقة السياسي العربي في اللعب على وتر الإعلام ومن ثم حبر على ورق يجب أن نقطع الطريق على مثل هذا الإحباط لأنه ربما تكون له مضاعفات غيرة جيدة فأعتقد أننا بحاجة إلى تسريع الخطى.

• بالنسبة إلى قضية زواج المتعة وانتقاد السنة للشيعة في هذه القضية بالذات؟ مع العلم أنه ظهر الآن لدى السنة زواج المسيار وزاج بنية الطلاق. كيف تنظر لزواج المتعة؟

يجب أن ننأى بالآراء الشخصية عن الأحكام الشرعية حيث أن الأحكام الشرعية ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وما صح عن الرسول . المتعة وان اختلف فيها المسلمون اليوم في أنها حلال أو حرام. ولكن لا يمكن أن أسمح لنفسي ولا أسمح لغيري أن يشوه حكماً شرعياً في يوم من الأيام كان حلالاً. وأن يتهم هذا الحلال الذي أوضحه الله سبحانه وتعالى بأنه اشد من الزنا. إن الله سبحانه وتعالى عندما يشرع شيء يشرع به بناءً على مصالح فإذا اقتضت بعض الأدلة التحريم فليكن. ولكن دون ان نشوه تلك الفترة التي أجيز فيها هذا الحكم الشرعي إن المتعة باتفاق المسلمين كانت حلالاً ولكنها لا تزال حلال عند فئة من المسلمين بالأدلة. ونسخت عند فريق آخر وهذا أمر فقهي ولا ينبغي أن يختلف عليه هذا الطرف أو يعير به.

• ماذا إذا نتج أطفال عن هذا الزواج. ألا تجده أحد السلبيات فينظر له نظره واقعية أكثر من أنه زواج كان موجود سابقاً؟

بغض النظر عن الممارسات التي قد تكون سيئة على أرض الواقع لكن نفترض لو تبنته الدولة. لو قلنا بالمتعة أنها جائزة شرعاً لتولت الدولة تنظيمه كما تولت تنظيم الأنكحة الدائمة ستحل المسألة نحن نعتقد أن ابن المتعة ابن حلال يرث مثل ما يرث ابن الزواج الدائم وهذه مشكلة خارجيه تستقبل وللأسف الشديد بالتشهير والتعيير. وان كان عندنا يعتبر مشابهاً لزواج المسيار تماماً. أياً كانت المبررات والأسباب وإن الذين يقولون بزواج المسيار لا يحق لهم أن يشهروا بزواج المتعة لأن كلاهما يحلان مشكلة موجودة على أرض الواقع.

                                                      شبكة راصد الاخبارية 19/8/2006