«فاينانشيال تايمز»: الشباب السعودي لا يثق في رؤية «بن سلمان»

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2464
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
بصفتها صانعة أفلام سعودية طموحة، عرفت «ربى السويل» أنّ الاحتمالات كلها كانت ضدها.
فالسينما محظورة في بلدها، وتواجه النساء العديد من القيود في حياتهن اليومية، بما في ذلك منعهن من القيادة. ومع ذلك، فقد رأت بصيصًا من الأمل قبل عامٍ عندما كشفت الرياض عن خطة طموحة لإصلاح اقتصادها المعتمد على النفط بقيمة 72 مليار دولار، في نفس توقيت عودتها إلى المملكة بعد الانتهاء من الدراسات العليا في باريس.
وتقول «السويل»، البالغة من العمر 27 عامًا: «أعتقد أنّ التقليل من الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد سيعني المزيد من الحلول الإبداعية والمزيد من رأس المال البشري. وبهذا سيكون هناك مكانٌ بالنسبة لي».
وتعد تلك الخطة من بنات أفكار الأمير «محمد بن سلمان»، الذي قفز الشهر الماضي ليصبح وريثًا واضحًا للعرش بدلًا من ابن عمه. وتهدف الخطة إلى خلق وظائف في القطاع الخاص للشباب السعودي، فضلًا عن توفير المزيد من الخيارات الترفيهية. وقد أدى صعوده إلى ولاية العهد إلى تعزيز سلطته، ومن الناحية النظرية، ينبغي أن يسمح له ذلك بالمضي قدمًا في خططه الجريئة.
ومع ذلك، لا تزال هناك عقباتٌ كثيرة أمام الأمير البالغ من العمر 31 عامًا. وقد تسبب صعوده المفاجئ في حدوث اضطراباتٍ داخل العائلة المالكة. وفي الأسابيع الأخيرة، اضطر المسؤولون السعوديون إلى إنكار التقارير التي تفيد بأنّ ولي العهد السابق، الأمير «محمد بن نايف»، ظل قيد الإقامة الجبرية. وحتى لو اختفت المؤامرات السياسية، ما زال عليه أن يقنع العديد من الشباب السعوديين بأنّه قادرٌ على الوفاء بوعوده بتحديث المملكة المحافظة للغاية.

فقدان الحماسة
وتقول «السويل» أنّها تشعر بالاختلاط والارتباك. فهي مسرورة بما تقول أنّه «طفرة» في الفنون والثقافة، مشيرةً إلى أنّ المملكة قد بدأت تعقد بانتظام مهرجانها السينمائي الخاص مع أعمالٍ منتجة محليًا. لكن «لا يزال هناك بعض القلق»، كما أضافت، وهي الآن تبحث عن وظيفة.
وبعد أن بدأ السعوديون بالشعور بآلام تدابير التقشف وتباطؤ الاقتصاد، بدأت بعض الحماسة المبكرة تجاه رؤية الأمير محمد «رؤية 2030» بالانهيار، حيث استغل مؤخرًا مقابلة تلفزيونية للرد على الانتقادات الموجهة لخططه الرامية إلى خصخصة أرامكو السعودية، شركة النفط الحكومية، جزئيًا.
وتزداد الحالة المزاجية المختلطة بسبب تدخل الرياض العسكري المثير للجدل في حرب اليمن، والتي قادها الأمير «محمد»، والتي أودت بحياة المئات وأهدرت مليارات الدولارات. كما تقود المملكة أيضًا الحظر المفروض منذ أسابيع على قطر، الأمر الذي أثار أسوأ أزمةٍ دبلوماسية في الخليج منذ أعوام. ولخنق أي معارضة محلية، حذرت الحكومة السعوديين من مواجهة الغرامات أو السجن إذا استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاد سياسة الرياض في قطر.
ويشير التهديد إلى أنّه على الرغم من حملة الأمير «محمد» للإصلاح، ستكون هناك خطوط لا تزال غير قابلة للتبديل في النظام الملكي المطلق.
وقال رجلٌ في العشرينيات من عمره في الرياض، يعمل في مجال التكنولوجيا: «لا يمكن لرؤية طموحة لمستقبل بلدٍ ما في القرن الواحد والعشرين أن تؤتي ثمارها دون معالجة حقوق الإنسان الأساسية». ومثل الآخرين الذين تحدثوا إلينا، لم يكن يرغب في الكشف عن اسمه بسبب حساسيات تلك القضايا هناك.

خطة لتركيز السلطة
قد أصاب الإحباط الكثيرين من الشباب السعودي، الذين بدئوا في انتقاد رؤية 2030، حيث يرونها خطة لتراكم السلطة في يد الأمير الشاب، وليست برنامجًا لإصلاح البلاد.
وحين أُعلن عن الخطة في البداية، نالت الإشادات داخل وخارج المملكة، باعتبارها جهدًا حقيقيًا للبدء في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها المملكة في توفير الفرص لشبابها الذي لا يهدأ. ويبلغ عدد سكان المملكة الشباب أقل من 30 عامًا نصف السكان، وتهدف الخطة إلى خلق 1.2 مليون وظيفة في القطاع الخاص بحلول عام 2020.
لكنّ التقدم كان بطيئًا، والتوقعات الاقتصادية قاتمة، في الوقت الذي تعمل فيه المملكة على مواجهة انخفاض أسعار النفط. ومن المتوقع أن يصل النمو غير النفطي إلى 1.7 في المئة عام 2017، ولكن من المتوقع أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي قريبًا من الصفر مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للنفط، بما يتماشى مع التزامات المملكة بخفض الإنتاج، وفقًا لما ذكره صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي.
وأظهر مسحٌ أجراه مركز الملك سلمان للشباب في أواخر العام الماضي، والذي يرأسه الأمير «محمد»، أنّ الشباب السعودي متفائلٌ بشأن مستقبلهم، إلا أنّهم لا يزالون يشعرون بقلقٍ بالغٍ إزاء قضية التوظيف.
وخلصت الدراسة إلى أنّ 43% من 1500 شخص، أُجريت معهم المقابلات، قد ذكروا عدم وجود فرص عمل كمصدرٍ رئيسيٍ للضغط، حيث قال أكثر من ثلثهم أنّهم استغرقوا عامًا على الأقل للعثور على عملهم الأول. وظل معدل بطالة الشباب مرتفعًا بنسبة 40%.
وقالت «نورة العجاجي»، خريجة التسويق البالغة من العمر 25 عامًا، أنّها «كانت متفائلة في البداية» حين كُشف النقاب عن خطة التحول.
وأضافت: «لكن كامرأة سعودية، فنحن نولد مع أملٍ ضئيل جدًا. ولا أعتقد أنّ (خطة التحول) ستحقق أي هدفٍ من الأهداف التي أُعلنت، على الأقل ليس بحلول عام 2030».
المصدر | فاينانشيال تايمز